اتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطراف النزاع في اليمن بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، والاستخفاف الصارخ بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وقال ستيفان دوغاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بنيويورك، إن تعليقات الأمين العام وردت في تقريره المتعلق ب "الأطفال والنزاع المسلح في اليمن"، المقرر صدروه بشكل رسمي الشهر المقبل. ويغطي التقريرالفترة ما بين 1 أبريل 2013 و31 ديسمبر 2018، ويعرض أرقاماً مروعة تشمل ما مجموعه 11 ألفاً و779 انتهاكاً جسيماً ارتكبت ضد الأطفال من قبل جميع أطراف النزاع في اليمن. ويرجح التقرير أن "الواقع أدهى من ذلك نظراً لازدياد صعوبة الرصد في اليمن". وأوضح التقرير أن أطراف النزاع استخفت بشكل صارخ بالتزاماتها بموجب القانون الدولي أو أنها تجاهلت ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لحماية الأطفال التي سبق ووافقت عليها. وحذر من أن "قتل الأطفال وتشويههم صار الأكثر شيوعاً في اليمن"، مبيناً أن الأممالمتحدة تحققت من مقتل أو جرح 7508 أطفال بسبب عمليات القصف الجوي أو المدفعي أو القتال البري أو الألغام أو الذخائر غير المنفجرة أو الهجمات الانتحارية. وأفاد التقرير بأنه جرى التحقق من تجنيد 3034 طفلاً، من بينهم 1940 جندتهم جماعة الحوثيين، فيما كانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مسؤولة أيضاً عن 274 من حالات التجنيد خلال الفترة المشمولة بالتقرير. ولفت التقرير إلى أن الاعتداءات على المدارس والمستشفيات ظلت مرتفعة إذ تراوحت بين 345 و381 اعتداء أدت في معظمها إلى تدمير المباني كلياً أو جزئياً، كما تم التحقق من 258 حالة استخدام عسكري للمدارس ، ما أدى إلى حرمان الآلاف من الفتيان والفتيات من الحصول على التعليم في ظروف آمنة. وأكد التقرير أنه تم التحقق من حرمان 340 طفلاً من حريتهم، معرباً عن القلق الشديد إزاء احتجاز الأطفال بسبب ارتباطهم ارتباطا فعليا أو مزعوما بأطراف النزاع . وتحقق التقرير الأممي من 828 حالة لحوادث منع وصول المساعدة الإنسانية إلى الأطفال مما زاد من حدة التدهور الاقتصادي الخطير الذي يواجه البلد وهو على شفير المجاعة. وقالت فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، "إن معاناة الأطفال في اليمن تدهورت خلال الفترة المشمولة بالتقرير بل أصبحت بكل بساطة أمراً مروعاً، بالرغم من بعض التدابير الإيجابية التي اتخذها أطراف النزاع لحماية الفتيان والفتيات من الانتهاكات الجسيمة" وتسببت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة بمقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وحسب احصائيات الأممالمتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.