غادر المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، ظهر اليوم الأربعاء، صنعاء، بعد زيارة استمرت يوماً واحداً التقى خلالها بزعيم جماعة الحوثيين وقياداتهم. وتركزت مباحثات جريفيثس مع قيادات الحوثيين حول إعلانها في 20 سبتمبر الماضي وقف الهجمات على السعودية ضمن "مبادرة سلام" هدفها إتمام مصالحة "وطنية شاملة" بموجب مفاوضات "جادة وحقيقية" بين مختلف أطراف الحرب. وتناولت المباحثات جهود الأممالمتحدة لمواصلة مساعي السلام، وتنفيذ آليات تثبيت الهدنة في الحديدة تمهيداً لاستكمال تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي توصلت إليه أطراف الصراع في منتصف ديسمبر العام الماضي برعاية الأممالمتحدة، حيث اتفقت الأطراف على وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات من مدينة الحديدة وموانئها، واالتهدئة في محافظة تعز وتبادل الأسرى، إلا أن التنفيذ الفعلي للاتفاق لا يزال متعثراً، في ظل اتهامات متبادلة بعرقلة التنفيذ الذي كان مقرراً الانتهاء منه في يناير الماضي. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، قال المبعوث الاممي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عقدت لقاء مثمراً مع عبد الملك الحوثي ناقشنا خلاله السبل للبناء على مبادرتهم الأخيرة دعماً للتهدئة الفورية واستئناف عملية السلام في اليمن". وحسب ما أفادت مواقع إعلامية مقربة من الانقلابيين، الحوثي ناقش مع جريفيثس، أفق التسوية السياسية الشاملة المحتملة في هذه الظروف المواتية وسبل المعالجات الإنسانية والاقتصادية وكل ما له صلة بمعاناة الشعب اليمني. واعتبر الحوثي مبادرتهم المطروحة لوقف الأعمال العدائية مع السعودية داعيا السعودية الى الاستفادة من المبادرة. وأشار الحوثي إلى أن "الخطوات الإنسانية التي قدمتها لجنة الأسرى والمعتقلين في صنعاء والمبادرات المتكررة بالإفراج عن مئات من الأسرى من طرف واحد". وأكد أن تلك الخطوات تثبت عملياً سعي جماعته لإنهاء المعاناة، لافتاً الى انه " من المهم أن تقابل تلك الخطوات بخطوات إنسانية مماثلة تؤدي إلى تحريك شامل للملف الإنساني وصولاً إلى التبادل الكامل كل الأسرى والمعتقلين". الى ذلك توعد القيادي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الانقلابيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، خلال لقائه بالمبعوث الاممي التحالف العربي ، بمزيد من "الضربات الموجعة" في حال عدم التعاطي مع مبادرة السلام التي أطلقوها حسب ما أفادت وسائل اعلام الانقلابيين. وزعم المشاط أن جماعته قدمت العديد من الخطوات العملية التي تؤكد جديتها في التوصل إلى السلام منها تنفيذ ما يزيد عن 90 بالمائة من التزامات اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة منذ عدة أشهر، دون أن يقدم الطرف الآخر أي خطوة في الاتفاق، وفقاً لوكالة سبأ بصنعاء والتي يديرها الانقلابيون. وقال "في سبيل السلام قدمنا العديد من المبادرات آخرها وقف استهداف السعودية مقابل وقف استهداف الأراضي اليمنية ورفع الحصار، وإطلاق سراح المئات من الأسرى من جانب واحد، فيما لا يزال العدوان يحجم عن تقديم أي خطوات عملية تؤكد رغبته بالسلام". حسب قوله وأضاف: "حين أطلقنا المبادرة كان هدفنا هو السلام، وفي سبيل التوصل إليه اضطررنا إلى تأجيل العديد من الضربات الاستراتيجية التي تم الإعداد والتخطيط لها وهي لا تقل من حيث الحجم والتأثير عن ضربة أرامكو". وأشار إلى أن جماعته منحت "الطرف الآخر الفرصة لالتقاط المبادرة واستغلالها وسماع صوت العقل والمنطق"، مستطرداً : "أردنا أن نعلي صوت السلام، وإذا لم يستمعوا له فلدينا ضربات موجعة ستجعلهم يستمعون إليه". واعتبر أن "موقف الطرف الآخر من السلام لم يتعد التصريحات التي ليس لها أي ترجمة على أرض الواقع". ولفت المشاط إلى أن دول التحالف وبدلاً من أن تقدم خطوات عملية نحو السلام عملت على تصعيد حربها الاقتصادية من خلال تصعيد أعمال القرصنة واحتجاز السفن التي تحمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية. وحذر من "أن تلك الأعمال ترفع من مستوى تهديد الملاحة البحرية وعسكرة البحر الأحمر"، محملاً دول التحالف تبعات كل ذلك. ودعا المشاط الأممالمتحدة إلى "القيام بدورها بفتح مطار صنعاء الدولي باعتباره يندرج ضمن الملفات الإنسانية"، متهماً إياها بعدم التفاعل الجدي إزاء استمرار الحصار المفروض على مدينة الدريهمي في محافظة الحديدة غربي البلاد منذ أكثر من عام. من جانبه رحب جريفيثس بالمبادرة ودعا طرفي الصراع إلى " الاجتماع في أقرب فرصة ممكنة لاستئناف المناقشات حول عمليات التبادل المقبلة وفقاً لالتزاماتهم ضمن إطار اتفاقية ستوكهولم".