استكملت اسرائيل سحب قواتها من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الاربعاء وبدأت علاقتها مع الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي دمرتها في هجومها الذي استمر 22 يوما. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي "أعدنا الانتشار في جانبنا من الحدود وسنراقب الأحداث عن كثب." وأضاف "اذا انتهكت حماس وقف اطلاق النار فاننا بالطبع نحتفظ بحق التصرف لحماية شعبنا". وأقر الرئيس السابق جورج بوش حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إطلاق الصواريخ من جانب حماس التي تسيطر على غزة. وامتنع أوباما عن التعليق بالتفصيل على أزمة غزة. ونتيجة للضغوط الدولية لإنهاء أعنف قتال اسرائيلي في عدة عقود أعلنت كل من اسرائيل وحماس وقف إطلاق النار من جانب واحد يوم الاحد مما مهد الطريق أمام إرسال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة الذي دمر وأصبح آلاف السكان مُشردين. وإعادة الإعمار اذا أمكن البدء فيه في ضوء الفتور بين حماس والغرب قد يتكلف ما يقرب من ملياري دولار وفقا للتقديرات الفلسطينية والدولية. وكانت الجهود التي تتزعمها مصر تركز على التوصل الى اتفاق تهدئة بين اسرائيل وحماس في المدى البعيد لكنه لا يصل الى اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية مثلما سعت الولاياتالمتحدة ووسطاء السلام الدوليون الآخرون. وأسفرت الهجمات الاسرائيلية التي استمرت 22 يوما على غزة عن مقتل نحو 1300 فلسطيني وتشريد آلاف الفلسطينيين. وقال مسؤولون طبيون في غزة ان من بين القتلى الفلسطينيين 700 مدني على الاقل. وتقول اسرائيل ان مئات الناشطين قتلوا وأنها وجهت لحماس لطمة قوية وعززت قدرة الردع الاسرائيلية وأدت لتعهدات دولية للمساعدة في منع حماس من استعادة ترسانتها الصاروخية. وقتل عشرة جنود اسرائيليين في القتال بينما قتل ثلاثة مدنيين اسرائيليين في هجمات الصواريخ التي أطلقت عبر الحدود. وأفادت صحيفة هاارتس الاسرائيلية يوم الأربعاء بأن تحقيقا للجيش الاسرائيلي في استخدامه لذخائر الفوسفور الابيض في قطاع غزة يركز على حادث أطلقت خلاله 20 قذيفة تحتوي على تلك المادة على منطقة سكنية. وقتل طفلان فلسطينيان وأُصيب 14 شخصا بحروق في 17 يناير كانون الثاني عندما سقطت قذائف اسرائيلية على مدرسة تديرها الاممالمتحدة في منطقة بيت لاهيا حسبما قال مسؤولون طبيون. واتهمت منظمة العفو الدولية اسرائيل بارتكاب جرائم حرب بسبب استخدامها لتلك الذخائر في مناطق مكتظة بالسكان. وطالبت حماس التي وصفت انسحاب القوات بأنه "انتصار للمقاومة الفلسطينية" برفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع منذ ان سيطرت الحركة الاسلامية عليه في عام 2007 . وقالت اسرائيل في بداية حملتها انها لا تزمع ان يبقى جيشها بصفة دائمة بعد ان انسحب من القطاع في عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال. وسحبت اسرائيل معظم قواتها قبل تنصيب الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما يوم الثلاثاء في إجراء يرى محللون انه محاولة لتجنب توتر في بداية عصر جديد من تحالف رئيسي. وأبلغت اسرائيل الاممالمتحدة ومنظمات المساعدات الاخرى التي تخطط لاعادة بناء القطاع بأنه يتعين عليهم تقديم طلب للحصول على موافقة اسرائيل على كل مشروع وتقديم ضمانات بعدم استفادة حماس من أي من المشروعات وأضاف مسؤولون أن اسرائيل ستمنع السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب بتحويل أموال الى قطاع غزة لدفع أجور العاملين وآخرين تضرروا بشدة جراء الحملة العسكرية الاسرائيلية. وهددت هذه القيود بتقويض قدرة حكومة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية على إعادة ضمان تواجد في القطاع الذي تحكمه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بعد الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما. وقال مسؤول قريب من المحادثات ان مسؤولين من حماس ومبعوثا من اسرائيل سيعقدون اجتماعات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة يوم الخميس لبحث السبل لكي يصبح وقف إطلاق النار دائما وإعادة فتح المعابر الحدودية. وتسعى اسرائيل لاتخاذ إجراءات لم تحدد حتى الآن لوقف تهريب السلاح الى حماس عبر الحدود المصرية مع غزة وهي قضية حساسة في ضوء جهود القاهرة في السابق للتهوين من حجمها.