أعلنت الحكومة اليمنية، مساء امس، إن انسحاب القوات المشتركة من محيط مدينة الحديدة غربي البلاد، تم دون معرفة فريقها في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بموجب اتفاق ستوكهولم ، معتبرة ذلك مخالفة صريحة للاتفاق. وقال فريق الحكومة في اللجنة في بيان نشرته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"، إن "ما يجري حاليا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم دون معرفة الفريق الحكومي وبدون أي تنسيق مسبق معه". وأضاف البيان أن "أي تقدم للحوثيين في مناطق سيطرة الشرعية في محافظة الحديدة تحت أي ظروف مخالفة صريحة لروح ونصوص اتفاق ستوكهولم، ويعتبر ذلك خرقا فاضحا للاتفاق يجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف صريح وواضح تجاهه". ورأى أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم كما هو المعتاد بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأممالمتحدة (أونمها) في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن في الصورة كما أشار الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة". وأشار البيان إلى "أن الفريق قد علق أعماله منذ عدة أشهر للمطالبة بالتحقيق في مقتل أحد ضباطه قنصا من قبل الحوثيين في إحدى نقاط الرقابة المشتركة، ونقل مقر البعثة إلى مواقع محايدة". واتهم البيان جماعة الحوثيين، ب "الانتهاك المستمر لاتفاق ستوكهولم والتعنت الواضح في عرقلة تنفيذه عبر الهجوم المتكرر بالصواريخ والمسيرات والقذائف على المدنيين، بالإضافة إلى عرقلة وتقييد عمل بعثة أونمها"، على حد قوله. ومساء امس، قالت القوات المشتركة إن انسحابها المفاجئ من مواقع كانت تتمركز فيها بمناطق شرق وجنوب مدينة الحديدة، جاء في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق السويد. واعتبرت أن قرار الانسحاب يأتي جزءاً مما سمّتها "المعركة الوطنية" ل"مواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني والأمن القومي العربي". وقالت إن اتفاق استوكهولم "حرمها من تحقيق هدف استراتيجي لليمن والأمن القومي العربي" ، كما اتهمت الحكومة المعترف بها دولياً بالتمسك في تنفيذه رغم انتهاكات الحوثيين منذ توقيعه. وأشارت القوات المشتركة إلى أن "واجبها الديني والوطني يدفعها للدفاع عن جبهات ذات أهمية أخرى قد يستغلها العدو عند عدم وجود دفاعات كافية". وخلال يومي الخميس والجمعة، انتشر مقاتلو جماعة الحوثيين في مديريتي التحيتا والدريهمي جنوبالحديدة، وتقدموا إلى مفرق الحسينية ومنطقة الجاح الأعلى في مديرية بيت الفقية جنوب شرقي الحديدة، وفتحوا طريق صنعاء - الحديدة، بعد تمركزهم في منطقة كيلو 16 شرق الحديدة، وذلك عقب إخلاء القوات المشتركة مواقعها وثكناتها فيها . وكانت بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، قالت في بيان إنه لم يكن لديها أي علم مسبق بالتحركات التي شهدتها محافظة الحديدة بعد انسحاب القوات المشتركة. وأكدت أنها "تقوم بالتنسيق ما بين الأطراف للتوصل إلى الحقائق وتدعو لضمان أمن وسلامة المواطنين في مناطق تغير خطوط التماس"، مشيرة إلى أن التقارير التي تشير إلى وقوع ضحايا من المدنيين جراء الضربة الجوية في التحيتا تثير القلق. في حين قالت الأممالمتحدة على لسان المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق مساء الجمعة، إنها تراقب الوضع عن كثب بعد أن سيطر الحوثيون على مدينة التحيتا جنوبيالحديدة. وأشار حق إلى علم الأممالمتحدة بتقارير انسحاب القوات المشتركة، إلا أنه أكد عدم إبلاغهم مسبقاً بالتحركات، ودعا جميع أطراف النزاع إلى ضمان سلامة وأمن المدنيين في تلك المناطق التي حدثت فيها تحولات في الخطوط الأمامية.