قال صحفيون يمنيون بان الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين مبرمجة ومعدة سلفاً من قبل السلطات اليمنية وأضافوا في تصريحات صحافية بمناسبة صدور تقرير الانتهاكات الصحفية خلال العام 2008م ان السلطة تسعى الى تحويل الصحافة اليمنية الى زنزانة دائمة في اشارة الى الاعتقالات والمحاكمات الواسعة التي تعرض لها الصحفيون وكتاب الراي خلال العام الماضي وقال الصحفي محمد الغباري مراسل صحيفة البيان الإمارتية: إنه لا يوجد أي مبرر موضوعي يمكن القول بأنه وراء الارتفاع الذي وصفه بالمخيف للانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال العام الماضي سوى تخويف السلطة للصحفيين من نشر الحقائق خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. وأضافالغباري في تصريحات صحافية إن الانتهاكات كانت معدة ومبرمجة من قبل الحاكم لتتزامن مع اقتراب الانتخابات النيابية القادمة حيث يكون الصحفيون قد وصلوا إلى مرحلة الخوف تجعلهم يتجنبون أي نقد يوجه إلى النظام الحاكم أو أن يتخذوا موقف مساند للمعارضة. واكد محمد الغباري وهو من مشاهير مقالات العمود الصحفي " بأن هذا التوقيت للانتهاكات يأتي في إطار سياسة معهودة للنظام تقوم على مبدأ الترهيب والترغيب. وانتقد الغابري مشروع قانون الصحافة والمطبوعات الذي تقد مت به الحكومة إلى مجلس النواب، وقال بأنه يجعلنا نتنبأ بأن المستقبل الصحفي في اليمن سيكون أكثر تراجعا مما هو علية الآن، مؤكدا بأن القانون يعكس عقلية شمولية ونزعة سلطوية نحو القمع وإسكات الصحف والصحفيين. وواصل الغباري نقده للسلطة قائلا: أن النظام الحاكم يسعى إلى تحويل الصحافة اليمنية إلى مشروع زنزانة دائمة من جهته اعتبر الكاتب الصحفي فكري قاسم أن الوضع الذي تعيشه الصحافة اليمنية الآن هو نتيجة الأداء السياسي الخاطئ في البلاد. وأضاف : إن العمل السياسي سحب الصحافة إلى بساط العمل الحزبي والسياسي والذي ينعكس بدوره على أداء الصحافة ومهنتها حيث أصبحت الصحافة جزءً من المشهد السياسي القائم في البلد. وأرجع سبب ارتفاع الانتهاكات ضد الصحفيين إلى الاحتقان السياسي الذي تشهده البلاد، مشيراً إلى أن أكثر من تعرض للاعتداء هم الصحفيون الذين قاموا بنقد سياسيات السلطة الحاكمة. وأشار إلى إن القلق الذي سببته الصحافة للسلطة داخلياً جعلها تبحث عن طريقة أخرى لكسب الدعم الخارجي وأنه وجد في الآونة الأخيرة محاربة الإرهاب هو الباب المناسب لكسب هذا الدعم، حيث كانت في السابق تتلقى الدعم بمبرر دعم حرية الصحافة في البلاد. وأوضح أنه بعد حصول النظام الحاكم على باب يكسب من خلاله الدعم الخارجي لجاء إلى قمع الصحافة. من جهته قال الصحفي صادق ناشر – مدير مكتب صحيفة الخليج الإماراتية بصنعاء - إن ارتفاع الانتهاكات ضد الصحفيين خلال العام الماضي أظهر بأن البلاد بحاجة إلى رؤية جديدة فيما يتعلق بالتعامل مع الصحفيين، مشيراً إلى وجود قوى معادية لحرية الرأي والتعبير تسعى إلى فرض أجندتها الخاصة بتكميم الافواة وعرقلة المشروع الصحفي الرامي لإحداث ثورة إعلامية حقيقة في البلاد. ودعا ناشر الصحفيين إلى حماية حريتهم ومكتسبهم الذي جاءت به دولة الوحدة في 22 مايو 1990م وأن يطوروا أساليب نضالهم ليصبحوا قوة أكثر تأييداً وتنظيماً وحماية لحقوقهم ومشروعهم، مؤكداً بأن الانتهاكات التي حدثت خلال العام الماضي سجلت نقطة سوداء في مجال حرية الإعلام في اليمن . وطالب ناشر النظام الحاكم التخلص من هذه الظاهرة التي وصفها بالسيئة والقيام بحماية الحريات الصحفية، مؤكدا أن اليمن تشهد تراجعا كبير خلال الفترات الأخيرة في مجال الحريات الصحفية. وشدد ناشر على ضرورة تزامن جهود الحكومة مع جهود نقابة الصحفيين اليمنيين لحماية الرأي والرأي الآخر والحيلولة دون تمكين القوى المعادية للرأي الآخر من فرض سيطرتها.