وضع رئيس وزراء باكستان السابق وزعيم المعارضة نواز شريف رهن الإقامة الجبرية في منزله يوم الاحد وذلك قبل ساعات من الموعد الذي كان من المقرر ان يلقي فيه كلمة امام حشد احتجاجي. والقى شريف بثقله وراء حملة احتجاج من جانب محامين مناهضين للحكومة تهدد بإثارة قلاقل في باكستان في الوقت الذي تناضل الحكومة لكبح التشدد وإنعاش الاقتصاد المتعثر. وقال برويز رشيد المتحدث باسم حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف "يوجد ضابط كبير هنا وابلغ السيد شريف انه معتقل لثلاثة ايام." واكدت الشرطة امر الاعتقال. واغلقت شرطة مكافحة الشغب بشكل فعلي منزل شريف بوضع متاريس على الطرق عند كل المداخل. وقال شاهد عيان ان الشرطة اطلقت لاحقا قنابل الغاز المسيل للدموع امام المحكمة العليا في وسط المدينة لتفريق محتجين كانوا يلقون الحجارة. وقال مساعد للمحامي الباكستاني الكبير اعتزاز احسان وهو منظم لاحتجاجات المحامين ان الشرطة وضعت احسان رهن الاقامة الجبرية في منزله بعد ساعات من اعتقال شريف. وكانت الشرطة اعتقلت مئات المحامين ونشطاء المعارضة في حملة بدأت يوم الاربعاء لاحباط مسيرة احتجاج طويلة كانوا يخططون للقيام بها في جميع انحاء البلاد والتي كان من المقرر ان تصل ذروتها باعتصام امام البرلمان يوم الاثنين. واعتادت الحكومة اجهاض الاحتجاجات بالاعتقالات وبوضع حواجز على الطرق وطلبت من القوات الاستعداد لاستعادة النظام اذا لزم الامر. وكان من المقرر ان يلقي شريف الذي لم تردعه تلك الاجراءات الصارمة كلمة امام حشد في قلب مدينة لاهور قاعدة نفوذه يوم الأحد على ان يتوجه الى اسلام اباد الى جانب قادة احتجاج اخرين مثل احسان. وطوقت الشرطة نقابة المحامين في مدينة روالبندي حيث كان من المقرر ان ينظم المحامون احتجاجا. واذا خرجت الازمة السياسية عن نطاق السيطرة فان الجيش قد يشعر بأنه مضطر للتدخل على الرغم من ان معظم المحللين يقولون ان استيلاء الجيش على السلطة امر غير محتمل بشكل كبير. وتشعر الولاياتالمتحدة بقلق عميق من ان تؤدي الازمة السياسية الى تشتيت جهود باكستان للقضاء على جيوب طالبان والقاعدة على الحدود الافغانية والتي تعد مهمة للخطط الامريكية لاشاعة الاستقرار في افغانستان ودحر القاعدة. وفي خطوة تجاه المصالحة مع المعارضة على ما يبدو اعلنت الحكومة الباكستانية يوم السبت انها ستسعى الى مراجعة حكم اصدرته المحكمة العليا الشهر الماضي حظر على شريف واخيه تقلد مناصب من خلال الانتخاب. ولكن اقبال ظفر جهاجرا الامين العام لحزب شريف رفض هذه الخطوة ووصفها بأنها "خداع" وقال ان الاحتجاج سيستمر. وقال الاخوان شريف ان رئيس البلاد اصف علي زرداري يقف وراء الحكم الذي بني على ادانات قديمة يقولان انها كانت ذات دوافع سياسية. والغى الحكم فوزا لشهباز شريف في انتخابات فرعية وافقده اهلية تقلد منصب رئيس وزراء البنجاب الاقليم الاكثر سكانا والاكبر نفوذا بين أقاليم باكستان الأربعة. واطيح بحكومة حزب شريف من السلطة في البنجاب واخضع زرداري الإقليم للحكم المركزي على مدى شهرين. ويقول بعض المحللين ان زرداري لم يرد ان يكون بيد شريف واخيه السيطرة على اهم اقاليم البلاد بينما يساندان المسيرة الاحتجاجية الطويلة. والمطلب الاساسي للمحتجين هو اعادة افتخار تشودري كبير قضاة المحكمة العليا الى منصبه بعد ان عزله الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف في 2007 . ولكن زرداري ارمل رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو رفض اعادة القاضي الى منصبه معتبرا اياه خطرا على منصبه هو نفسه. وقال مسؤول كبير في حزب زرداري يوم السبت ان الرئيس يرفض الرضوخ لضغط شريف ومؤيديه في وسائل الاعلام. كما رفض المسؤول الحديث الدائر عن "تاكل" تأييد الولاياتالمتحدة او الجيش. وتحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هاتفيا يوم السبت إلى زرداري والاخوين شريف.