شارك الدكتور عيدروس نصر ناصر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني يوم الأربعاء في إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل عضو اللجنة المركزية مثنى سالم عسكر والناشط الاشتراكي محمد صالح نصر. ونقل الدكتور عيدروس تحيات الأمين العام للحزب الدكتور ياسين سعيد نعمان وقيادة الحزب إلى مواطني ردفان والمحتفلين بالذكرى. وقال عيدروس خلال كلمة له إن السلطة تريد أن تجر الحركة الشعبية السلمية في الجنوب إلأى مربع العنف لكنه شدد على رفض هذا الخيار. وفي الاحتفالية ألقى د. عيدروس كلمة فيما يلي نصها: الإخوة والآباء والأبناء الأعزاء المشاركون في الذكرى السنوية الأولى للفقيد مثنى سالم عسكر والذكرى الأربعين للفقيد محمد صالح نصر..اسمحوا لي أن أحييكم بتحية الثورة والنضال السلمي وأنقل إليكم تحيات الدكتور يس سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وقيادة الحزب الذين كلفونا أنا وزميلي الأستاذ محمد غالب أحمد للحضور والمشاركة في هذه الاحتفالية. وقد كنت سأكتفي بما قاله زميلي الأستاذ محمد غالب أحمد عضو المكتب السياسي فقد قال كل ما كنت أود أن أقوله ولكن إصرار الزملاء على أن أدلي بدلوي في هذه الذكرى المؤلمة والحزينة التي ينبغي أن نحول ما فيها من الحزن والألم إلى مجموعة من العبر والدروس التي ينبغي أن نستقيها من تلك النبيلة التي تحلى بها هذان المناضلان. لقد مثل المناضلان محمد صالح نصر ومثنى سالم عسكر نموذجا لذلك المناضل الردفاني الذي تعودنا عليه منذ فجر الرابع عشر من أكتوبر 1963م بدءا بالشهيد المناضل راجح بن غالب لبوزة، والمناضل أحمد جودة والشهيد المناضل سعيد صالح سالم، والشهيد المناضل محمد ثابت سفيان، والشهيد المناضل حنش ثابت سفيان، والشهيد د. محمد سالم علي والفقيد المناضل محمد عبد الله بن سهيل، وانتهاء بشهداء المنصة، عبد الناصر حمادة وشفيق هيثم، وفهمي الجعفري ومحمد نصر، وأخيرا الشهيدين ماجد حسين ثابت ولول أحمد الحالمي. هذه هي ردفان التي عودتنا على صوغ العبر والدروس وتعميم دروس النضال والتصدي والكبرياء والحرية، هذه هي ردفان الشامخة، وقد كانت منبعا للثورة ودحر الاستعمار وقد غدت اليوم منبعا للنضال السلمي، الرافض لمظاهر القهر والظلم والاستبعاد والإقصاء والاستقواء والاستبداد والاستباحة التي فرضت على جنوبنا الحبيب منذ السابع من يوليو 1994م. وبهذا فإننا نحييكم هذه التحية العاطرة ونشاطر أسرتي الفقيدين ما يعيشانه من أحزان لأن الفقيدين لا ينتميان إلى أسرتيهما فقط ولكنهما ينتميان إلينا جميعا على هذه الأرض الطيبة، والحزب الاشتراكي لليمني يعتز بهذين البطلين أيما اعتزاز. لقد كان بإمكان الفقيدين مثنى سالم عسكر ومحمد صالح نصر أن يعيشا في ترف ورغد وأن يحصلا على الهبات والمنح وأن يسكنا الفلل الفاخرة وأن يؤسسا الشركات الاستثمارية وأن يمتلكا الأرصدة البنكية الضخمة، مقابل أن يبيعا ضميريها ولكنهما أبيا وكابرا وعاندا واحتفظا بشرفهما وكبريائهما وعاشا شامخين حتى يوم وفاتهما. وكلكم تعلمون المصير الذي آل إليه الذين باعوا ضمائرهم ببعض الآلاف وربما ببعض الملايين، نعم أنهم يعيشون في بعض الرغد ولكنهم يحنون هاماتهم، ويخضعون ويبتعدون عن رؤيتكم لأنهم يعلمون أنكم لا تحترمون إلا الشرفاء والمكابرين المناضلين، وكلكم تعلمون كيف يهرعون ويختفون كالجرذان عندما يشاهدون مسيرة الغضب العارمة التي تجتاح جنوبنا الحبيب. أيها الإخوة أيها الآباء أيها الأبناء: لا يمكننا أن نتحدث في هذه الذكرى الحزينة ونحن نستذكر هذين البطلين، أن لا نتذكر ما يعيشه جنوبنا الحبيب منذ العام 94م لقد تمادت سلطة الطغيان في غيها وفي كبريائها وعجرفتها، وتوهمت أنها بذلك سوف تخضع الإرادة الشعبية لأبناء هذه المحافظات الأبية وتناست ذلك التاريخ الناصع من النضال الذي امتد لعدة عقود طويلة حتى دحر الاستعمار واعتقدت سلطة سبعة يوليو أنها بنهبها للأراضي واستيلائها على الممتلكات وإبعادها للناس كمن أعمالهم، ومصادرة الحريات واستمراء سياسة القتل وتحويل الحياة المدنية إلى حياة عسكرية محكومة بالأمن والعسس والتجسس والتنصت والاستخبارات، اعتقدت أنها ستكسر الإرادة الشعبية وتثنيها عن أهدافها. ولكنها اكتشفت أن هذه الإرادة لا يمكن أن تخضع ولا يمكن أن تلين. وكلكم تعلمون أيها الإخوة أنه منذ يناير 2006 والجنوب يعيش حالة من الأحكام العرفية فيتمادى رجال الشرطة بقتل المواطنين بالسلاح الناري، والرصاص الحي وبدلا من اعتقال القتلة وتقديمهم للقضاء العادل (إن هناك قضاء عادل) لينالوا جزاءهم، بدلا من ذلك تتستر السلطة على القتلة وتطارد الشرفاء والمناضلين وتزج بهم في غياهب السجون، هذه هي السلطة التي تحمي القاتل وتعاقب الضحية، ويعتقدون إنهم بذلك سوف يكسرون إرادتنا، ومنذ يومين سمعنا عن نقل الناشطين السياسيين السفير قاسم عسكر جبران، والنائب السابق أحمد با معلم إلى سجون صنعا، فماذا يعني ذلك؟ قبل ذلك كانت قوات الأمن في ردفان قد قتلت عددا من المواطنين فضلا عن عدد من الجرحى، وبدلا من تعويض الضحايا والاعتذار لهم محاسبة القتلة راحوا يعتقلون الناشطين السياسيين هذا هو ديدن هذه السلطة التي تتحكم في مصائر الناس. إننا ندين اعتقال الناشطين قاسم عسكر وبا معلم مثلما أدننا اعتقال علي منصر وحسن باعوم ويحيى غالب، وعلي هيثم الغريب، وأحمد عمر بن فريد، ومحمود حسن زيد وناجي العربي، وعبدربه الهميش وغيرهم من المناضلين الذي زج بهم في غياهب السجون، ونقول لهذه السلطة: أن اعتقال المناضلين لا يمكن أن يثنيهم عن أهداف نضالهم ولا يمكن أن يحد من موجة النضال السلمي الذي انطلقت ولا يمكن إيقافها. نطالب بالإفراج الفوري عن قاسم عسكر وأحمد با معلم ونحمل السلطة مسئولية ما سيتعرضان له من أضرار جسدية أ, نفسية أو معنوية، ونطالب بتعويضهما ونحمل السلطة المسئولية الكاملة عن أية تداعيات تترتب على هذا التصرف الأرعن. أيها الإخوة أعتذر للإطالة وقد أطلت فأنها أتفهم ما تعانونه من حرارة الشمس ولكنني أختتم حديثي بما يلي: إن هذه السلطة لا تجيد التعامل إلا مع قطاع الطرق ونحن نتمنى أن لا يكون بيننا قاطع طريق إنها لا تريد أن تتعامل إلا مع القتلة ونحن لا ينبغي أن نكون قتلة، نحن أصحاب حق وقضية عادلة، القضية الجنوبية قضية عادلة ودائما ما أؤكد أن القضية الجنوبية ليست عبارة عن مجموعة من المطالب كأن يزيدون لنا الوراتب الشهرية أن أن يمنحونا بعض الإعانات والهبات المالية أنها قضية أرض استبيحت ودولة دمرت، وثروة تنهب، وسيادة تصادر وتاريخ يزور، وهوية تمسخ، وثقافة تشوه وحقوق تصادر ولذلك فإن القضية الجنوبية ستبقى حية في ضمائرنا وفي أرواحنا وأفئدتنا حتى يستجاب لها وتنال حقها في الحل العادل. إن السلطة ترغب في استدراجنا إلى مربع العنف وتعتقد أنها قادرة على هزيمتنا ومقمتنا في هذا المربع ونحن نرفض أن نستدرج إلى هذا المربع ليس لأن السلطة أقوى منا في هذا المربع لكن لأن نضالنا السلمي قد بدأ صحيحا وسيستمر صحيحا إلى أن يحقق هدفه، أما مربع العنف فقد جربته السلطة وأفلست فيه في أكثر من مكان ولكنا تريد أن تظرهنا على أننا مجموعة من المشاغبين الذين لهم بعض المطالب الآنية، نقول لهم لسنا مشاغبين ولا أصحاب مطالب آنية، نحن أصحاب قضية كبرى وستظل كبرى، إلى يكتب الله لها النصر وتحقق مبتغاها.