شهدت ردفان صباح الثلاثاء إحياء ذكرى أربعينية الفقيد محمود أحمد حسن العتش سكرتير منظمة الاشتراكي بمديرية الملاح محافظة لحج الذي وافته المنية إثر حادث مروري بمنطقة بلة في الأول من نوفمبر الماضي. وفي الحفل الذي حضره جمع غفير من المواطنين من مختلف مناطق محافظة لحج، ألقي عدد من الكلمات حيث ألقى حامد عرابة سكرتير الاشتراكي بمحافظة لحج كلمة. وقال عرابة "نلتقي اليوم لنؤبن فقيدنا الكبير محمود العتش هذا الإنسان الذي فارقنا بصمت وتركنا في حيرة لا نجد أجوبة لأسئلتها ولكنها قدرة ربنا وإرادته.ن إننا حين نريد أن تحدث عن فقيدنا لا ندري من أين نبدأ لأنه جمع كثيرا من الصفات الحميدة والتي كانت هي عنوانه وميزاته وسلوكه". وأضاف عرابة عن خصال العتش: بساطة متناهية إن لم تكن قد عشت معه وعرفتها فيه لقلت إنها ضرب من السذاجة ولكنها بساطة تلقائية تجد كل ما بقلبه على لسانه, تواضع جم شمل كل نواحي حياته, الحقد والكراهية لا يجدان طريقاً إلى قلبه الكبير, بشاشة تنبىء عن إنسان ملأ قلبه بالحب والتقدير العالي لكل من يعايشه او يرافقه". وتابع القيادي الاشتراكي : عرفناه (العتش) معلماً يقدر هذه المهنة تقديراً عالياً ويعطيها حقها وعرفناه طالباً في موسكو يقدر الدراسة ويجتهد فيها, وعرفناه قائداً حزبياً فيه كل صفات القيادة والتي كانت سجية فيه". وأكد عرابة "فقديدنا قد ذهب في ظل الظروف الصعبة المعقدة في بلادنا وقد سبقه كثير من المناضلين الواحد تلو الآخر ولاشك أننا سنفقد أبطالاً آخرين يريد هذا النظام أن يضع عليهم هالة من التراب ولا يريد أن يعرف أو يسمع عن عطاءاتهم وتضحياتهم أحد". وفي كلمة اللجنة التحضيرية قال مهدي عبيد حسين سكرتير الاشتراكي بردفان إن الحزب خسر برحيل العتش "مناضلا صلباً ومقداماً لا يمكن سداد الفراغ الذي تركه سواء لأسرته أو لحزبه أو لردفان عموماً". وأضاف: قليلون هم الرجال الذين تظل ذكراهم خالدة في وجدان وعقول الناس يخلدهم الوطن لأنهم عاشوا قضاياه وضحوا من أجله وفقيدنا من أولئك القلائل. لقد عاش فقيدنا شامخاً شموخ جبال ردفان الأبية لم يحنِ رأسه لمتسلط أو متنفذ رافضاً الذل والخضوع (لشاري) الذمم والسماسرة الذين غيروا جلودهم". ولفت عبيد إلى أهمية اقتداء الجيل الشاب "بالمناضلين الشرفاء كفقيدنا العتش الذي أعطى ولم يأخذ وتحمل المصاعب دون أن يلين أو يتكدر وعانى دون أن يبوح لأحد وفياً مع رفاقه في زمن قل فيه الوفاء". كما ألقى عيدروس حسن محمد كلمة عن منظمة الاشتراكي بالملاح تحدث فيها عن مناقب الفقيد العتش وقال إنه كان "أخاً حنوناً وصديقاً وفياً وقائداً حكيماً". وقال عيدروس: لقد تعلمنا منه كيف نعيش من أجل الآخرين وتعلمنا منه قيم النضال ونكرن الذات ورحل عنا نظيفاً عزيزاً شريفاً لم يترك وراءه إلا طيب الذكرى وحب الناس ودموعهم على فراقه". وأضاف عيدروس "لقد ترك العتش بصمات واضحة وحفر في الصخر في سبعينات القرن الماضي من خلال مشاركته في شق الطرقات وبناء المدارس والوحدات الصحية فكم تشتاق إليه جبال السرايا ولصات وبلة وذلبير والراحة وحيد ردفان وكم سيحن عليه وادي صهيب الذي كان يقطعه مشياً على الأقدام لتنفيذ المهام الموكلة إليه". كلمة أسرة الفقيد ألقاها علي العتش أخو الفقيد، عبر فيها عن الفاجعة التي حلت بأسرة الفقيد وأهاليه وقال إنه كان أباً روحياً لكل أقاربه وأهاليه. وبعث فيصل محمد حسن عضو مجلس الشورى بكلمة مكتوبة لتقرأ في التأبين، قدم فيها اعتذاره لعدم حضوره وتحدث فيها عن مناقب الفقيد الذي عرفه لسنوات طويلة من حياته معتبراً العتش "مثالاً يحتذى به ورمزاً للنزاهة والوفاء والإخلاص والتفاني في العمل". كما ألقيت في التأبين عدد من المرثيات الشعرية لعدد من شعراء ردفان. حضر حفل التأبين عدد من قيادات الاشتراكي والمشترك بلحج وردفان وعدد من قادة الحراك الجنوبي بردفان.