في اليوم العالمي للاجئين، أشارت مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين إلى أن الأزمة المستفحلة في العراق أدت إلى زيادة عدد اللاجئين في العالم بحوالي 14% عن المستوى الذي بلغه في عام 2006. الملفت أن النسبة الكبرى من اللاجئين تنحدر من المنطقة العربية والإسلامية وأن العالم العربي لوحده يؤوي حوالي 40% من مجموع اللاجئين في العالم أجمع. تحي المجموعة الدولية اليوم 20 يونيو، اليوم العالمي للاجئين في العالم، وقد اختارت مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين هذه المناسبة لنشر نتائج تقرير بعنوان "التوجهات العالمية في العام 2006" يستخلص منه أن عدد اللاجئين في العالم عرف لأول مرة زيادة منذ العام 2002. تأثيرات أزمة العراق أفاد تقرير مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين أن هذه الزيادة في عدد اللاجئين في العالم بلغت 14% عما كانت عليه في العام 2006 لتصل الى حدود عشرة ملائيين لاجئ، وأشار أن النسبة الكبرى من هذه الزيادة تعود إلى أزمة العراق التي دفعت حتى نهاية العام 2006 حوالي 1،5 مليون لاجئ عراقي على مغادرة البلاد. وقد استقر القسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين العراقيين في كل من سوريا والأردن. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوضع الحالي فإن تقديرات مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين تشير إلى أن 2،2 مليون عراقي فروا إلى خارج البلاد وأن أكثر من 2 مليون عراقي يعتبرون نازحين داخل وطنهم. وهذه الموجة من اللاجئين العراقيين جعلت كلا من سوريا والأردن تصبحان في مقدمة ترتيب الدول المستقبلة للاجئين في العالم أي في المرتبة الرابعة والخامسة بعد باكستان وإيران والولايات المتحدةالأمريكية. وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء العراقيين حوالي 686 ألف سوداني و حوالي 460 إلف صومالي وما يناهز 4،3 مليون فلسطيني، فإن العالم العربي يؤوي قرابة نصف اللاجئين في العالم أجمع المقدر عددهم بحوالي 14 مليون لاجئ. وفي ترتيب البلدان المستقبلة لأكبر عدد من اللاجئين في العالم، تأتي باكستان في المرتبة الأولى بحوالي 2،1 مليون لاجئ متبوعة بإيران. وهذان البلدان لوحدهما يستقبلان حوالي 20% من مجموع اللاجئين في الكرة الأرضية. تراجع في غرب إفريقيا وتسجل مفوضية الأممالمتحدة تراجعا في أعداد اللاجئين في مناطق عديدة من إفريقيا إما بسبب تراجع حدة بعض الصراعات المسلحة او بسبب إصلاحات إدارية سمحت باستيعاب أعداد أمن اللاجئين. إذ يشير تقرير المفوضية الى أن منطقة غرب إفريقيا عرفت تراجعا بنسبة 31% وجنوب إفريقيا بنسبة 18% وهذا بسب عمليات الإعادة الطوعية للاجئين من ليبيريا وأنغولا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وقسم من لاجئي بوروندي. كما أن من عوامل التخفيض، إقدام صربيا على منح الجنسية لحوالي 37 ألف لاجئي منحدرين من كرواتيا والبوسنة والهرسك. لكن التقرير يشير الى أن اللاجئين الأفغان يتصدرون الترتيب في العالم بحوالي 2،1 مليون لاجئ، منتشرين في 71 دولة، متبوعين بالعراقيين (1،5 مليون). مضاعفة عدد النازحين الداخليي يقدر تقرير المفوضية السامية لشئون اللاجئين عدد المرحلين الداخليين في العالم حتى نهاية العام 2006 بحوالي 24،5 مليون مرحل. ومن الدول التي عرفت موجة هامة من النازحين والمرحلين الداخليين خلال العام 2006 ذكرت المفوضية، كلا من العراق ولبنان وسريلانكا والسودان وتيمور الشرقية. ولأول مرة ترعى مفوضية شؤون اللاجئين حوالي نصف عدد المرحلين الداخليين في العالم أي حوالي 13 مليون شخص. وفي تعليله لبقاء هذه الفئة من النازحين بدون حماية فعلية صرح المفوض السامي لشئون اللاجئين انطونيو جوتييريس " بأننا، كمفوضية، نتولى جانبا من الجهد الذي تبذله مؤسسات النظام الأممي والمجموعة الإنسانية في عمومها من اجل الاعتناء بمصير المرحلين الداخليين". ولكن المفوض السامي يرى - بحكم ضخامة وتعقد أوضاع النازحين مثلما هو الحال في دارفور - بأن "ما تقوم به منظمة مثل المفوضية السامية يبقى محدودا لغاية". وقد جلب تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الانتباه أيضا لظاهرة تضاعف عدد اللاجئين من فئة "البدون"، أو اللاجئين الذين لا جنسية لهم. وأشار الى أن عددهم بلغ في عام 2006 أكثر من 5،8 مليون شخص في العالم. وعزا هذا الارتفاع الى التحسن المسجل في وسائل التسجيل والإحصاء.