أبنت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة حضرموت سالم عمر باشرهان الذي شيع إلى مثواه الأخير يوم 27 أغسطس في مدينة المكلا. وباشرهان واحد من أبرز من خاضوا عمليات عسكرية ضد الاستعمار البريطاني وحلفائه من السلاطين خلال سنوات الثورة التي اندلعت في 14 أكتوبر 1963. وقال بيان للمنظمة إن باشرهان اشترك في عمليات عسكرية في حضرموت وعدن وأبين ولحج والواحدي كما اشترك في إسقاط السلطنات ومطاردة المناوئين لثورة أكتوبر قبل أن مواقع كثيرة منها قيادة القوات الشعبية ومأموراً لمديرية حجر بحضرموت وانتخب لمجلس الشعب الأعلى. وأضاف البيان "لم تكن سيرة الفقيد تقتصر على سيرته الرسمية بل ترتفع إلى سجايا الشخصية الإنسانية حيث عاش حياته في مجملها بسيطاً متواضعاً ناكراً لذاته وحاملاً هموم ومعاناة وتطلعات الفقراء والمعدمين فكانت حياته كلها نضالاً وتضحية وكان مثالاً للشجاعة والشهامة والوفاء والإخلاص محبوباً لدى كل رفاقه ويتجلى ذلك في الحضور أثناء وداعه إلى مثواه الأخير". وفيما يلي بيان منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بحضرموت في رحيل باشرهان: كلمات في رحيل أحد فرسان حركة التحرير والاستقلال من لحظة ميلاده في عام 1941م في وحدة الراك بمدينة كنينة (مديرية حجر) حتى لحظة توديعه إلى مثواه الأخير في مقبرة أمبيخة بمدينة المكلا الموافق 27/8/2009م تكون قد طويت صفحة حياة الفقيد الكبير المناضل سالم عمر باهرشان ، صفحة كانت حافلة بكل ماهو مضيء ومشرق وملهم. ذلك هو الفقيد المناضل سالم عمر باهرشان الذي عرفته ساحات النضال التحريري ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه بذات التميز والشدة والعنفوانية الذي عرف به لاحقاً في ساحات الدفاع عن الثورة والاستقلال وبنفس الجدية والحيوية في مراحل البناء الوطني اللاحق في سنوات السبعينيات والثمانينات. نشأ الفقيد يتيماً وترعرع في كفالة أخته في وحدة الشهداء (الراك) بمدينة كنينة لكثرة ما سقط من أبناء تلك الوحدة شهداء على درب الثورة ، وهي منطقة يعيش سكانها تحت خط الفقر. كان عليه أن يهاجر لكسب العيش مضطراً، وما أن انقضى على وجوده بالمهجر بتنزانيا عامان حتى عاد أدراجه إلى وطنه بعد أن تواردت إليه أخبار الثورة وإرهاصاتها ، عندما التحق بصفوف الثورة الجبهة القومية عام 1964م ، لتبدأ بذلك مرحلة أكثر أهمية وحيوية في حياته. لقد تميزت إسهامات الفقيد الثورية النضالية ضد النظام الأنجلوسلاطيني آنذاك، حيث لم تكن مقتصرة على ساحة نضالية واحدة بل امتدت لتشمل أكثر من سلطنة وإمارة ،ذلك أنه اشترك في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية في كل من حضرموت وعدن وأبين ولحج والواحدي الأمر الذي جعل منه مناضلاً وفدائياً وطنياً في المقام الأول مع أبرز مناضلي الجبهة القومية حينها مثل عباس وبدر وسالمين والبيض وزملائه حسين باراس وخالد باراس والحاج صالح باقيس وآخرين . ومن المهم التنويه إلى إسهاماته النضالية والعسكرية والحاسمة في مسار الثورة التحررية والتي تمثلت في إسقاط السلطنات والتصدي ومطاردة فلول العملاء والمناوئين لها في لحظات انتصارها الأولى. وفي هذا الصدد بالإمكان العودة إلى مقابلته مع صحيفة الشرارة بمناسبة الذكرى اليوبيلية لثورة 14 أكتوبر حيث استضافته الصحفية ونشرت له مقابلة وافية في هذا المجال عام 1988م . واعترافاً لدوره في هذه المرحلة من تاريخ حركة التحرر الوطني نال أو استحق الفقيد عدداً من الأوسمة والميداليات الرفيعة التي منحتها له قيادة الدولة آنذاك. وبعد مرحلة التحرر الوطني والاستقلال تقلد الفقيد عدداً من المناصب منها قيادة القوات الشعبية ومأموراً لمديرية حجر وقد مثلت إدارة الفقيد لهذه المديرية مرحلة وعلامة فارقة في بناء وتطوير المديرية تمثل ذلك في مشاريع البنية التحتية والخدمية التي عرفتها المديرية لأول مرة في تاريخها منها: شق الطرقات الترابية وهيكلة الإدارة من خلال إنشاء فروع المؤسسات التعليمية والصحية وإنشاء التعاونية الاستهلاكية والزراعية ويمثل مشروع وادي حجر الكبير أهم مشروع استراتيجي في هذه المديرية والذي لا يزال العمل متواصلاً لاستكماله. كان عضواً نشطاً في النشاط التنظيمي ليس على مستوى المديرية فحسب بل على مستوى المحافظة وعلى مستوى الوطن من خلال انتخابه لمجلس الشعب الأعلى. وكان باستمرار في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الثورة في كل منعطفاتها. لم تكن سيرة الفقيد تقتصر على سيرته الرسمية بل ترتفع إلى سجايا الشخصية الإنسانية حيث عاش حياته في مجملها بسيطاً متواضعاً ناكراً لذاته وحاملاً هموم ومعاناة وتطلعات الفقراء والمعدمين فكانت حياته كلها نضالاً وتضحية وكان مثالاً للشجاعة والشهامة والوفاء والإخلاص محبوباً لدى كل رفاقه ويتجلى ذلك في الحضور أثناء وداعه إلى مثواه الأخير علامة ناصعة على مكانته وتقديره من الجموع الغفيرة من رفاقه ومحبيه الذين توافدوا من كل حدب وصوب من مديريات المحافظة وخاصة تلك الوفود التي تقاطرت من مديرية حجر. للفقيد أسرة تتكون من خمسة أولاد وثلاث بنات أكبرهم عمر. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. ولكافة أسرته الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. منظمة الحزب الاشتراكي اليمني - محافظة حضرموت