نظمت أحزاب اللقاء المشترك بحضرموت مهرجاناً جماهيرياً عصر الثلاثاء بمدينة المكلا بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لثورة 14 أكتوبر التي طردت الاستعمار البريطاني من جنوب البلاد. وانتظم المهرجان الذي توافد إليه المواطنون من المديريات القريبة من المكلا تحت شعار "من أجل مساندة النضال السلمي وإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المس ؤولين عن عمليات التعذيب التي تجري داخل معتقل المكلا". ودفعت المطالبة بإطلاق سراح السجناء من السجون الحكومية في حضرموت إلى مزيد من الحضور. ألقى سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في حضرموت محمد عبدالله الحامد كلمة اللقاء المشترك قال خلالها إن المعتقلين في المحافظة "يسامون العذاب والتنكيل". وأضاف الحامد أن ذلك يجري بعلم النيابة العامة لكنها تغض الطرف لأنها ترى أن المعتقلين الذين يعذبون قد خرجوا عن الثوابت. وقال "الوحدة هي في حقيقتها خيار سياسي وأن الخيارات الأخرى محترمة في ظل الديمقراطية والتعبير السلمي فأين الخروج عن الثوابت أو المساس بالوحدة". وأشار الحامد إلى الأصوات التي تنادي بمو اجهة قمع السلطات بالعنف لكنه أكد أن النهج الحضاري السلمي الذي اختطته الاحتجاجات في الجنوب سيظل ذا جدوى إذا رافقه عمل سياسي وإعلامي راق . ودعا الحامد كل أطراف الحركة الجنوبية والمنظمات المدنية إلى توحيد جهودها وصفوفها لمواجهة النظام الذي وصفه بالفاشل. وطالب السلطات بسرعة إطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة كل الذين شاركوا في عمليات التعذيب والقتل وقال "ستواصل المعارضة نضالها بوتيرة متصاعدة حتى تتحقق المطالب". وأشاد الحامد بموقف المجلس المحلي لمدينة المكلا الذي علق أعماله احتجاجاً على ما يتعرض له المعتقلون في سجون حضرموت ووعد المحتفلين بأن الم شترك سيواصل جهوده لتوحيد أبناء المحافظة في مكون واحد يعبر عن همومهم وتطلعاتهم لمواجهة المخاطر المحدقة بهم وبالوطن كله. كما شكر القيادي الاشتراكي اللجنة الأهلية للدفاع عن المعتقلين على جهودها التي قال إنها اصطدمت بفساد السلطة وعنجهية الأجهزة الأمنية وطالب اللجنة بمواصلة جهودها حتى الإفراج عن المعتقلين السياسيين. وخاطب الحامد قضاة المحاكم بأن مصير الوطن ومستقبل أبنائه يتوقف على ما يصدرونه من أحكام وقال "أبناء حضرموت أمانة في أعناقكم ". و تليت في المهرجان رسالة للمعتقل ناصر محفوظ باقزقوز رئيس التجمع الوحدوي اليمني بحضرموت قرأها نيابة عنه محمد بافقاس عضو الهيئة العليا للتجمع الوحدوي. تحدث باقزقوز عن ظروف اعتقاله وحالات التعذيب والتنكيل التي يتعرض لها والمعتقلون الآخرون خصوصاً الرائد صلاح بن هامل و سالم الحبشي (رجل أعمال) . وأوضح أنه وابن هامل والحبشي صلبوا على الشبك لساعات من صباح رمضان حتى العاشرة مساء منه ليرموا بعدها على الأرض فاقدي الوعي كما تحدث كيف أن السجانين يجبروهم على الصلاة دون تقديم الوضوء لهم ويضطرونهم لتناول الأكل وهم موثقون بالقيود وأشكال أخرى من الإهانات والتعذيب . لكن باقزقوز قال إنه بالرغم من هذه المعاناة إن السجن لن يضعف من عزائمهم وإنهم لن ينثنوا. وفي المهرجان، ألقى حسين بامعلم كلمة عن عائلات المعتقلين، أوضح فيها معاناة المعتقلين وطول فترة اعتقالهم غير القانونية دون استطاعة النيابة وسلطات الأمن إثبات أي من التهم التي وجهتها إلأيهم. وطالب السلطات بسرعة إطلاق سراحهم كماعاتب المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التي ناشدها مراراً لم تقم بواجبها المطلوب إزاء الضغط على السلطات بإط لاق سراحهم وفق قوله. اختتم المهرجان بكلمة للنائب البرلماني المهندس محسن على باصرة رئيس إصلاح حضرموت تطرق فيها إلى معاناة المعتقلين وتحدث عن "السلطة الغاشمة الممسكة بتلابيب الأمر". وقال باصرة إن المعارضة قدمت الحل للأزمة التي يمر بها الوطن في مشروع الإنقاذ الوطني ولكنها في الوقت نفسه ترفض الحوار مع السلطة إلا بإطلاق سراح كافة المعتقلين في عموم الوطن وإيقاف حملات المطاردة والمداهمة والترهيب والاعتراف بالقضية الجنوبية والجلوس مع ممثليها في حوار جاد بعيد عن المكايدات والتعويض العادل للشهداء والمتضررين ومحاسبة المتسببين في ذلك وعودة الحياة إلى طبيعتها برفع حالة الطوارئ غير المعلنة وإيقاف حملات إغلاق الصحف والمواقع الالكترونية. ودعا باصرة علماء الدين والوجهاء ورجال الأعمال إلى "قول كلمة الحق وان لا يكونوا عوناً للظالمين". وقال إن المعارضة مستمرة في نضالها حتى تحقيق كافة أهدافها .