كتبت: سامية الأغبري _ لا تختلف قصة معاناته عن غيره من معتقلي الحراك الجنوبي؛ آلاف زج بهم في معتقلات وسجون النظام في الأمن السياسي وفي البحث الجنائي وفي السجون المركزية .. يختطفون دون أوامر قبض, يعتقلون في مخالفة للدستور والقانون ويحاكمون في محكمة غير دستورية وغير مختصة. إنه صديق بلعيد الذي اختطف من احد أسواق محافظة أبين حينما كان يقوم بشراء حاجيات أسرته ظهر19 مايو2009. يعمل صديق ضابطاً في القوات البحرية وهو ضحية أخرى من ضحايا السلطة و وتعاملها بعقلية المنتصر , والتعامل مع المهزوم على انه مواطن درجة عاشرة لا حقوق له. هكذا تعاملت سلطة 7 يوليو مع أبناء محافظات الجنوب ممن خرجوا مطالبين بحقوقهم المشروعة التي سلبتها إياهم هذه السلطة الظالمة. قبل اعتقاله بثلاثة أشهر أوقف راتبه وكأن عليه أن يكون لصاً أو متسولا ليعيل أسرته. لكنه أبى إلا أن يواجه هذا الظلم ويرفضه بنضال سلمي وأبت السلطة إلا أن تواجهه بالقمع والقتل. هكذا وجد صديق بلعيد نفسه كغيره من آلاف الجنوبيين في المعتقل ويحاكم في محكمة أمن الدولة كقلة من المعتقلين قدموا لمحاكمة غير دستورية أصلا. المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة أمن الدولة) التي يقف أمامها في صنعاء أصدرت يوم 21 ديسمبر2009 حكماً بالاكتفاء بالمدة التي قضاها إلا انه ومنذ صدور الحكم (مايقارب الشهر) وحتى اللحظة لا يزال يقبع في السجن المركزي بصنعاء، ينتظر الإفراج عنه. يعاني بلعيد من ظروف صحية سيئة، نقل على إثرها إلى المستشفى واعتقل بعد عدة أيام من إجرائه عملية . ونجله الأكبر يرقد في احد مستشفيات مدينة عدن بعد إصابته في قدمه لكن بسبب لامبالاة السلطات وتجاهلها لمعاناة المعتقلين لن يستطيع بلعيد رؤية فلذة كبده, كما لم يستطع قبله بامعلم والعاقل الأول وداع أبيه والثاني والدته وحرما من المشاركة في دفنهما وحلم الوالدان برؤية فلذات أكبادهم قبل أن يغادروا الدنيا إلى عالم آخر لاظلم فيه.