مر أكثر من عام منذ اعتقال ثلاثة من نشطاء حقوق الإنسان. عرفتهم مشاركين في اعتصامات ومواقف تضامنية مع معتقلين أو مخفيين أو أي قضية انتهاك لحق إنسان. منذ سنوات شاركنا معا في اعتصامات تضامنية سلمية, كانوا معنا مسالمون مدافعون عن حقوق الإنسان ، لايحملون سلاحا ولا أسرار تستفيد منها إيران التي يحاكمون اليوم أمام محكمة استثنائية بتهمة التجسس لصالحها. أمام المحكمة الجزائية المتخصصة (امن الدولة) وفي محاكمة شبه سرية يمنع الإعلام من تغطيته يحاكمون بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام، ولنا أن نتساءل عن محاكمات تدور بهذا الشكل هل تتحقق فيها أدنى مقومات العدالة والنزاهة؟ ماهي هذه الأسرار العظيمة التي بحوزة معمر العبدلي ووليد شرف الدين وصادق الشرفي حتى يقدمونها لإيران؟ من شقة عرسه إلى سجن المخابرات صادق الشرفي الشاب الجامعي والناشط الحقوقي هو أحد مؤسسي منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات ..كان يجهز شقته التي سيتزوج فيها من الزميلة الصحفية بصحيفة"يمن تايمز" علاء الشامي اليوم التالي من اعتقاله. أثناء ماكان يتفقد شقته ,حيث أن يوم الاحد19-8-2009م هو اليوم المقرر لزفافه كان الأمن السياسي قد رتب مسارا أخر لحياة الشرفي القادمة. وبدلا من الاحتفال بزفافه زج به الأمن السياسي خلف قضبان سجنه. السبت 18 يوليو2009م داهمت قوات الأمن الشقة واقتادته الى جهة مجهولة, وظل مصيره مجهولا لأشهر قبل أن يعترف جهاز الأمن السياسي انه في قبضته. اختطاف من الشارع ظهر 25 أغسطس 2009م ومن وسط شارع الزبيري بصنعاء وبطريقة عمل العصابات لا ممارسات دولة نظام وقانون اختطف وليد شرف الدين واقتيد إلى مكان مجهول! لم يكتف أشاوس الأمن باختطافه, في الثالثة عصرا من نفس يوم الاعتقال قام 8 أفراد بزي مدني وثلاثة مسلحين وامرأتان من الشرطة النسائية ورجل قام بتصوير مهمة روعت زوجة وليد علياء الوزير وطفلتيه بتول وزينب، داهموا المنزل وفتشوه ومن ثم صادروا جهازي لابتوب "احدهما يخص عمل وليد في مكتب الأممالمتحدة" وسيديهات وملفات وجواز سفره, هو الآخر ظل مصيره ومكانه مجهولين و زوجته ووالدته بحثتا عنه في كل مكان وكان الشك انه في سجن الأمن السياسي هكذا ظلتا لأشهر تبحثان حتى تأكد شكهما وكشف الأمن السياسي بوجود وليد في سجنه! اختفى في عدن وظهر في صنعاء معمر العبدلي .. لم تكن هذه المرة الأولى التي يزج به في سجن الأمن السياسي فقد ذاق مرارة السجن قبل هذه المرة. كان العبدلي قد أسس منظمة "حرية الفكر وتحرير المعتقلين" حين اعتقل للمرة الأولى يوم 27 مايو2007م كان خارجا من قاعة الامتحانات حيث كان طالبا في السنة الرابعة بكلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء- كان في انتظاره جنديان بزيهما المدني يتبعان جهاز المخابرات وسيارة بيضاء من هناك اختطفاه إلى جهة غير معلومة لأسرته- غير أنهم أخذوه إلى الأمن السياسي وكانت التحقيقات معه تبدأ من العاشرة ليلا وتستمر حتى بزوغ أشعة الشمس حينها كانت تهمته أنه شيعي وانتماءه لحزب معارض والاتصال بدولة أجنبية تطورت هذه المرة إلى تخابر معها! هذه المرة الاعتقال تم في محافظة عدن من أحد فنادقها يوم 13 -7-2009م انقطعت أخباره عن أسرته اختطفه الأمن وصادروا جهاز كمبيوتر محمول وهاتف نقال وبطاقة هوية بالإضافة الى جواز سفره وحقيبة ملابسه ,عصر اليوم التالي من اختطافه بعدن - طوق عناصر من الأمن القومي منزله بصنعاء يوم14-7-2009م وداهموه وقاموا بتفتيشه, ولم تعلم أسرته بمكانه إلا بعد أربعة أشهر من الإخفاء- كان في سجن الأمن السياسي بصنعاء! معمر أب لأربعة أطفال ينتظرون عودته. جاء عيد وآخر سيأتي وهم في السجن وتأمل أسرهم أن يأتي هذا العيد وقد أفرج عنهم, أطفال وليد ومعمر كل يسألون عن أبويهما وعن سبب اعتقالهما! شارك اطفال معمر في اعتصامات للمطالبة بإطلاقه وهو مافعلته طفلتا وليد شرف الدين . ثلاثتهم لازالوا حتى اليوم في سجن المخابرات ويحاكمون في الجزائية المتخصصة.- ليسو بمجرمين لكنهم كالآلاف ضحايا حرب صعده التي لاناقة لهم فيها ولابعير! اختطفوا واعتقلوا بطرق غير قانونية ويحاكمون في حين كل إجراءات القبض والمحاكمة غير عادله وغير قانوني. إلى متى تنتهك كرامة المواطن اليمني إلى متي يعيش في ظل خوف والرعب من أجهزة تفترض أنها تعمل من أجل أمنه وحمايته وصون كرامته التي تهدر يوميا على يدها؟!