قالت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية في عددها الصادر يوم 21 فبراير/شباط إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صادق على عملية إغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في كانون الثاني /يناير الماضي. وأضافت الصحيفة إن نتنياهو زار مقر الموساد في تلك الفترة وإلتقى بالأشخاص الذين كُلفوا بتنفيذ عملية الإغتيال. ونقلت الصحيفة عن مصادر اسرائيلية في تل ابيب ان جهاز الموساد كان على علم مسبق بكاميرات المراقبة في الفندق إلا أن قادة الموساد أُصيبوا بالذهول من طريقة عرض صور العملية من قبل شرطة دبي. وكانت شرطة دبي اعلنت بأنها تمتلك أدلة جديدة تؤكد تورط جهاز "الموساد" الاسرائيلي في عملية اغتيال المبحوح، وهي تشمل الاتصالات الهاتفية التي جرت بين المتهمين، بالإضافة الى معلومات تكشف استخدام بعض الجناة بطاقات ائتمانية تحمل نفس الأسماء التي تم الكشف عنها. من جهته قال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل إن حماس ستتحرك باتجاهين في متابعة قضية اغتيال المبحوح أحدهما قانوني والآخر عملي لتتلقى إسرائيل جزاءها على حد تعبيره. ودعا البردويل الدول الاوروبية إلى موقف جدي لملاحقة قادة الموساد الذين انتهكوا حرمة بلادهم باستخدام جوازات سفر أوروبية في قتل المبحوح. وكشف البردويل عن ثغرة أمنية رافقت اغتيال محمود المبحوح، مشيرا إلى أن المبحوح اتصل بعائلته في قطاع غزة هاتفياً قبل سفره الى دبي وأبلغهم بنيّته النزول في فندق معين، كما أن عملية الحجز تمت عن طريق الانترنت، وقال البردويل "هذه شكلت ثغرة أمنية في تحركاته" . قالت صحيفة "الخليج" الاماراتية ان الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أكد أن هناك شخصا من جماعة محمود المبحوح هو الذي أدلى بمعلومات عن وصوله إلى دبي. ودعا خلفان القيادي في حماس محمود الزهار إلى اجراء تحقيق داخلي لكشف كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح، قبل أن يطالب شرطة دبي بتسليم الفلسطينيين المعتقلين لديها. وأكد خلفان أنه لا يزال في جعبة شرطة دبي الكثير من التفاصيل عن هذه الجريمة، وهناك العديد من الأدلة التي لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال، مشدداً أن هناك تعاوناً كبيراً بين السلطات النمساوية والبريطانية والألمانية والفرنسية والإيرلندية في هذه القضية. بدورها ذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية أن سلطات الأمن الألمانية ترجح أن يكون جهاز "الموساد" يقف خلف الجريمة، وجاء في تقرير المجلة أن وحدة "كيدون" في الموساد، التي نسب إليها في الماضي عدد من عمليات التصفية المثيرة، قامت بتنفيذ هذه الجريمة، مستخدمة على ما يبدو جواز سفر ألماني حقيقي تم إصداره عام 2009 في مدينة كولونيا غرب البلاد. ونفى الفريق تميم أن يكون أدلى بتصريحات لأي صحيفة إسرائيلية مؤكداً أنه لا يفعل ذلك على الاطلاق، وقال ان المشتبه بهم في عملية الاغتيال زاروا دبي مرتين احداها كانت منذ 3 أشهرعندما قدم المبحوح عبر دبي إلى الصين "ترانزيت"، ورافقوه على الطائرة نفسها إلى الصين، وقاموا بمتابعة تحركاته. والمرة الثانية قبل شهرين، وكانوا أيضاً مع المبحوح، وتابعوا تحركاته في دبي وخططوا لتصفيته غير أنهم قرروا فجأة لأسباب فنية تأجيل العملية.