طالب الالاف في مدينة حمص السورية يوم الاثنين بالاطاحة بالرئيس بشار الاسد أثناء تشييع جنازة ثمانية محتجين قتلتهم قوات الامن بالرصاص أثناء الليل رغم التعهد بالغاء حالة الطوارئ. وقال ناشطون في حمص ان الثمانية قتلوا في ساعة متأخرة مساء الاحد أثناء احتجاجات ضد وفاة زعيم قبلي وهو رهن الاحتجاز. وقال وسام طريف وهو ناشط لحقوق الانسان على اتصال بأشخاص في سوريا ان عدد القتلى أعلى وان لديه اسماء 12 شخصا قتلوا في المدينة. وقال شاهد شارك في تشييع الجنازة ان المشيعين أخذوا يرددون "زنقة زنقة.. دار دار هنطيح بك يا بشار." وأظهرت لقطات على موقع يوتيوب الاف الاشخاص وهم يملأ ون ميدانا كبيرا بالمدينة. ويواجه الاسد تظاهرات غير مسبوقة ضد حزب البعث الحاكم الذي يترأسه وقد أعلن يوم السبت ان قانونا جديدا يحل محل حالة الطوارئ المعلنة منذ نحو نصف قرن سيكون جاهزا بحلول الاسبوع القادم. ولكن تعهده برفع حالة الطوارئ لم ينجح في تهدئة المواطنين المطالبين بقدر أكبر من الحرية في سوريا أو كبح أعمال العنف التي ذكرت منظمات حقوق الانسان انها اسفرت عن مقتل 200 على الاقل. وقال حقوقي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن حمص في حالة غليان مضيفا أن قوات الامن وبلطجية النظام يستفزون القبائل المسلحة منذ شهر. وأضاف ان المدنيين الذين خرجوا في أعداد كبيرة الى الشوارع في مختلف المناطق بحمص ليل الاحد تعرضوا لاطلاق الرصاص بدم بارد. وفي جسر الشغور الى الشمال دعا نحو ألف شخص لاسقاط النظام يوم الاثنين مرددين نفس الهتافات التي اطلقها محتجون اطاحوا برئيسي مصر وتونس أثناء تشييع جنازة رجل قالوا ان قوات الامن قتلته. وقال الاسد ان سوريا مستهدفة بمؤامرة وألقت السلطات باللوم على عصابات مسلحة ومتسللين يحصلون على سلاح من العراق ولبنان في أعمال عنف. والاضطرابات التي بدأت قبل شهر في مدينة درعا الجنوبية انتشرت في أنحاء سوريا ومثلت أكبر تحد يواجه الاسد (45 عاما) منذ توليه السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الاسد الذي توفي بعد 30 عاما في السلطة. وأدانت الدول الغربية أعمال العنف ولكن لم تبد أي مؤشر على تحرك ضد الاسد اللاعب المحوري في سياسة الشرق الاوسط الذي عزز تحالف والده مع ايران ويدعم منظمات اسلامية مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله وفي نفس الوقت يجري محادثات سلام غير مباشرة مع اسرائيل من وقت لاخر. وفي مدينة اللاذقية وهي ميناء رئيسي أبلغ ناشطون عن وقوع وفيات في اشتباكات ليل الاحد. وقال الناشط الحقوقي من سوريا انهم سمعوا عن سقوط العديد من القتلى يوم الاحد وان النموذج يكرر نفسه وهو احتجاجات وقتل من جانب قوات الامن وجنازات تتحول الى احتجاجات ومزيد من القتل وترديد شعارات ضد الرئيس السوري. وقال طريف انه قتل خمسة أشخاص في اللاذقية في ليل الاحد عندما فتحت قوات الامن النار على المحتجين. وقال عمار القربي من المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان لديه اسمي قتيلين من المحتجين.
وفي كلمة وجهها للحكومة التي تشكلت حديثا يوم السبت الماضي قال الاسد انه ينبغي على الوزراء اعداد قانون لتنظيم حق التظاهر الذي كان غير مشروع في ظل قانون الطواريء المفروض منذ 48 عاما والذي يحظر تجمع أكثر من خمسة أشخاص. ولكن كلمته لم تهديء الافا شاركوا يوم الاحد في جنازة جندي يعتقد أقاربه انه تعرض للتعذيب قبل وفاته. وفي جنازة أخرى يوم الاحد في بلدة تلبيسة التي تقع الى الشمال من حمص قال شاهدا العيان ان قوات الامن قتلت ثلاثة محتجين بالرصاص . وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان "مجموعة اجرامية مسلحة" أطلقت النار على قوات الامن وقتلت رجل شرطة وأصابت 11 اخرين. كما ذكرت أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مسلحين على طريق سريع وهم في طريقهم للشمال من حمص وقتلت ثلاثة. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله "ان التظاهر السلمي أمر نحترمه ولكن قطع الطرق والتخريب والقيام بعمليات الحرق أمر اخر ولم يعد مقبولا السكوت عنه" مضيفا أن هناك ضغوطا شعبية كبيرة تطالب الحكومة باستعادة الامن والنظام ومعربا عن الامل في ألا يتكرر ما قام به المسلحون في تلبيسة حتى لا تضطر الدولة لاتخاذ الاجراءات اللازمة. وعبرت شخصيات معارضة عن اعتقادها بأن أي تشريع يحل محل قانون الطواريء من المحتمل أي يبقي على القيود الصارمة على الحريات السياسية. وانحت سوريا باللائمة على قوى غربية فيما نشرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين أن وزارة الخارجية الامريكية مولت سرا جماعات معارضة سورية. ونقلت الصحيفة عن برقيات دبلوماسية سربها موقع ويكيليكس الالكتروني ان الخارجية الامريكية قدمت منذ عام 2006 ما يصل الى ستة ملايين دولار لمجموعة من المنفيين السوريين لتشغيل قناة بردى التلفزيونية الفضائية التي تتخذ من لندن مقرا لها ولتمويل انشطة داخل سوريا. وبدأت قناة بردى البث التلفزيوني في ابريل نيسان عام 2009 وكثفت انشطتها لتغطية الاحتجاجات. وذكرت الصحيفة ان الاموال الامريكية بدأت تتدفق على شخصيات معارضة سورية خلال ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش بعد تجميد العلاقات السياسية مع دمشق عام 2005 واستمرت في عهد الرئيس الامريكي باراك أوباما رغم سعي ادارته لاعادة بناء العلاقات مع الاسد.