قبل أيام هلت علينا الذكرى الخامسة لانطلاقة الحراك السلمي الجنوبي في يوم 7/7/2007م. وهي قبل ثمانية عشر عاماً ذكرى احتلال الجنوب واجتياحه بقطعان الهمج وحلابي البقر في 7/7/1994م، وقد خرج أبناء الجنوب في يوم 7/7/2007م لكي يمحو ذكرى هذا اليوم الأسود ويجعلوا منه يوماً جنوبياً خالصاً ذا نكهة مذاقها خالٍ من كل دحبشة، ولكي يغرسوا في قلوب أبنائنا حب الجنوب وأهله، والدفاع عنه، وعن حريته وكرامته وفاء للعهد الذي قطعوه على أنفسهم للشهداء بالسير على درب الحرية والاستقلال. أجدادنا ومن بعدهم آباؤنا الذين لم يغفروا لبريطانيه العظمى وأخرجوها من أرض الجنوب الطاهرة في عز الظهر، هاهم اليوم يورثون لأبنائهم وأحفادهم هذه الأنفة وهذا الكبرياء بعدم الخضوع والخنوع للمحتل مهما قويت شوكته أو تكالبت علينا كلابه وأشباه الرجال من مريديه وأذنابه. وفي الأفق بدأت تلوح تباشير النصر من خلال عجز المحتل ولجوئه إلى القوة كخيار أخير بعد أن تساقطت أوراقه الخبيثة وفشلت جماعات القتل والإرهاب في كسر إرادتنا وكبريائنا. إن سلميتنا التي تجاوزت الحدود وصنعت ربيع العرب الذي يحاول بعض الناعقين الأغبياء سلبنا براءة هذا النزول السلمي للشارع كأول حركة احتجاجية سلمية عربية وحتى قبل أن تخضب حمرة الحناء ذقون بعض علماء السلطان وفتاوى القتل بالمجان، هذه السلمية هي التي سوف تجبر المحتل ومن يخوفهم بالفقر والضياع من عسسه وأراذل القوم وأذنابه على الرحيل من أرض الجنوب، سيرحلون من أرضنا صاغرين بإذن واحد أحد. إن الأورام الخبيثة التي يحاول المحتل أن يزرعها في جسد هذا الوطن الجنوبي العزيز- نسأل الله السلامة- سوف لن تكون إلا شوكة في حلقه، وستعجل برحيله، ولن يصعب على أبناء الجنوب الشرفاء أن يميزوا الخبيث من الطيب، وعندها لن يكون لهؤلاء الساقطين على طريق التحرير إلا أن يلاقوا مصيرهم المحتوم، لن يكون مصيرهم أفضل ممن سبقوهم، وهنا أتذكر قول الشاعر عبد الله جمران السحاقي: لحنا سمعنا بشاهنشاه ماشي شر=ما تنطح الشاه لا قد قرنها مكسور فمن لا يزال في عضوية الحزب الاشتراكي اليمني، ويزايد على دماء الشهداء بحضور مؤتمرات تنتقص من سقف الاستقلال الذي ضحوا من أجله لا يمكنه أن يكون حريصاً على الجنوب وأبنائه، ولا يمكنه أن يكون أمينا على قضيته، وسوف يحاسبهم شعب الجنوب يوما ولات حين مندم. آخر سطرين: من يتاجر بدماء الشهداء في مؤتمرات أقل من سقف الاستقلال ، ومن لا زال يتعامل بعضوية الحزب الاشتراكي اليمني ويوزع استماراته ويؤمن بأهدافه، ومن يعطي للشيوخ عهودا ومواثيق ويبصم لهم على ورقة أنه لن يعمل مسيرات في بعض مدنهم لا يمكنه أن يقود شعب الجنوب لأنه فاقد للشجاعة واستمرار الفعل النضالي.