استوعبت كل الاطراف السياسية داخل اليمن وخارجة رسائل المؤتمر الشعبي العام التي بعثها عبر مهرجان يوم 27 فبراير الماضي , وعاد مسار المشهد السياسي الى الوسط ولو بشكل بسيط بعد ان كان قد بداء في الخروج بعيدا عن نقاط التوافق التي رسمتها المبادرة الخليجية واليتيها وقرارات مجلس الامن واعتقد الكثير ان المؤتمر بات على سرير المرض وقد انهكته الازمة وأفقدته السيطرة حتى على نفسه . ولكن ما هو اهم من استيعاب خصوم المؤتمر لرسائله هو هل المؤتمر يستوعب تلك الرسائل ؟ وهل هو قادر على توظيفها لتحقيق مكاسب لصالحه , كإيقاف التنازلات التي جعلت من خصومة ينظرون الية كتركه يجب تقاسمها اضافه الى اخراج الزعيم علي عبدالله صالح من دائرة المسئولية واعتباره عامل اساسي ايجابي في نجاح التسوية وليس العكس كما يصور خصوم المؤتمر الذين يطالبون بتنحية من رئاسته . وكذلك لإثبات ان المؤتمر قوة رئيسة مؤثرة (باقية) وليس ظاهرة صوتية يقتصر سقف مواقفه عند حشد اعضاءه وأنصاره لمجرد الحشد فقط والتصفيق ورفع الشعارات وإصدار بيانات الاستنكار والإدانة والشجب في الوقت الذي يسعى خصومة لشطبه من الخارطة السياسية بمختلف الاساليب . ولذلك استيعاب المؤتمر لرسائله قبل ان يبعثها اهم من ان يستوعبها أي طرف اخر فهو مطالب اليوم بأن ينظر بعمق الى الدافع الذي من اجله يتحفز اعضائه وأنصاره للخروج وتأييده في أي موقف .. هل تمسكا بالمؤتمر كتنظيم سياسيي ام تمسكا بالزعيم علي عبدالله صالح لشخصه ..ام انهم يخرجون نكاية بالأطراف الاخرى , وكيف يمكن ان يحافظ على ذلك الزخم الجماهيري في اطار تلك الدوافع . ان المؤتمر اليوم على ابواب مرحلة سياسية جديدة توحي كل المؤشرات ان المعركة القادمة التي سيخوضها ستكون اصعب من السابقة خاصة وان سلاحه الاهم هو اخطاء خصومه والتي لم ينجح من الاستفادة منها ويحسن استثمارها حتى اللحظة لأنه لا يزال حسب ما يعتقد مرتبط بالسلطة عبر نصف الحكومة فيما هو في الحقيقة غير قادر على الزام واحد من وزرائه بتمثيله في حكومة الوفاق ومعظمهم يتنصل عن انتمائه للمؤتمر . ولذلك ينبغي على المؤتمر في هذه المرحلة ان يعطي اولوية رئيسية لإعادة ترتيب اوراقه التنظيمية من الاسفل الى الاعلى لضمان تجاوز حدوث أي اهتزاز داخلي يكون سببه خلافات قيادته اضافة الى ضرورة اهتمامه بوضع توجهات ورؤى وتحالفات سياسية جديدة مستوحاة من ايجابيات الامس تتواكب مع متطلبات ومتغيرات الغد وتحدياته فمن غير المعقول ان يستمر المؤتمر في التعاطي مع مجريات الاحداث الراهنة او القادمة بنفس العقلية والأسلوب و الادوات .. في الوقت الذي يعتبر هو التنظيم السياسي الوحيد القادر على التأقلم مع كل الظروف والمراحل فهو تنظيم سياسي يمني 100% فكرا وتنظيم ما يجعله متميزا عن غيره من الاحزاب والتنظيمات السياسية المرتبطة بايدولوجيا فكرية وسياسية خارجية كالإخوان والاشتراكي والبعث والناصري او تلك الاحزاب الناشئة. وللحديث بقية ........