شرفت أن أنال شرف خدمة وطني وخدمة إخواني المغتربين اليمنيين من خلال عملي السابق كمستشار لوزير شئون المغتربين, وخلال فترة عام من عملي تعرفت وعن قرب على الكثير والكثير من وضع الوزارة المعنية برعايتهم وهي وزارة شئون المغتربين, وعرفت الكثير أيضاً عن المغتربين اليمنيين والذين ينتشرون في بلدان شتى من أرجاء المعمورة . ومن ذلك المنطلق إسمحوا لي أن أسلط الضوء في عدة مقالات متتابعة على قضايا المغتربين من جوانب مختلفة : إمكانياتهم, همومهم, طموحاتهم, الصعوبات والمعوقات التي تحول دون رعايتهم والإهتمام بهم .
لن أقف كثيراً أو أخوض في تفاصيل حول ما هو معلوم للجميع حول المغتربين وأهميتهم للوطن فهم بحق ( القوة الثالثة ) فالمغتربون اليمنيون : = ثروة بشرية فاعلة ( 7 مليون تقريباً ) مواطن الثلث المنتج من سكان الوطن = وقوة إقتصادية هائلة يمتلكون أكثر من (100مليار دولار) . = رافد رئيسي لإقتصاد الوطن تحويلاتهم الرسمية (7- 8 مليار دولار سنوياً ) وتزيد في التحويلات الشخصية = عقول متميزة مهاجرة ( مبدعين, وعلماء, ومخترعين, وكفاءات عالميةً ) = السفراء الحقيقون للوطن ورسل الحضارة والثقافة اليمنية = سواعد منتجة, ساهمت في بناء وعمارة وتشييد بلدان وأوطان مختلفة = دعاة خير ورسل هداية نشروا الإسلام بأخلاقهم والقيم الإنسانية الراقية بطباعهم وسلوكهم = فئة منتجة, في مختلف التخصصات والمجالات العلمية والعملية والمهنية = يعولون أكثر من نصف سكان الوطن ( أقاربهم وأبنائهم وأسرهم )
فهم يمتلكون وسائل وأسس ومفاتيح نهضة الوطن, ولديهم تطلعات وإمكانيات كبيرة للمساهمة في بناء الوطن ونهضته , فهل تتاح لهم الفرصة ويفسح لهم المجال للمساهمة في بناء اليمن الجديد وإشراك المغتربين في التنمية, والبناء, والإستثمار!؟ وإن كان قد أهمل المغتربون في العقود السابقة وبتعمد من الدولة لأسباب سياسية, فهل سيستمر ذلك الإهمال من قبل الدولة الحالية؟ وهل سيتم تلافي مؤتمر الحوار الوطني لقضايا المغتربين بعد أن تم تهميشهم وإقصائهم من المشاركة الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني ؟ وهل ستتضمن مخرجات مؤتمر الحوار حلولاً عملية للمغتربين ملزمة للحكومة خاصة وأن مخرجات مؤتمر الحوار ستعيد تشكيل بناء الدولة في كافة مفاصلها وأسسها ؟ أم أنه مازالت تنطبق على المغربين مقولة ( البعيد عن العين .. بعيد عن القلب )