عندما يعلن أحد المتنافسين في الانتخابات إما أفراداً أو أحزاباً أنه سيقبل النتائج مهما كانت، وكيفما كانت بماذا نفسر هذا؟ ثقة في النفس وإحساساً برضا الشعب عنه وقبول الناخبين به. وعندما يعلن منافس آخر أنه لن يقبل النتيجة ويعتبرها مزورة بماذا نفسر هذا؟ً عدم ثقة بالنفس وإحساساً برفض الشعب له وعدم رضا الناخبين عنه؟!. في كل الأحوال ما هو جواد الرهان الانتخابي الذي يراهن عليه المتنافسون في تعز، حضرموت، صنعاء، عدن، الحديدة المهرة، إب، مأرب وباقي المحافظات: - حسن اختيار الناخبين للمرشحين بناءً على برنامجهم وخطابهم. - وعي الناخبين وإدراكهم لأبعاد اختيارهم. هذا السباق الذي يحسمه الناخبون، وحدهم، بعد عراك إعلامي اشتعل فيه خطاب ناري امتد بلسانه ليلهب مشاعر الجمهور المتعلم منه والأمي.. لا شك أن هناك مآخذ عدة على خطاب المتنافسين فيه، منها إنكار ما تحقق، التخوين، التقليل من حجم الإنجازات، وتكريس بعض مهرجانات المتنافسين الثانويين لصالح المتنافسين الرئيسيين، وهي في كل الأحوال سخّنت الجو الانتخابي، وأكدت مصداقية العملية، وستفيد في حشد قطاع كبير من العازفين عن المشاركة لقناعتهم السابقة ألا جدوى من المشاركة في التصويت، ظناً منهم أن المسألة محسومة مقدماً.. ونسوا أن الشعب يحكم نفسه بنفسه بتصويته لأحد المرشحين لإدارة أمور الدولة وتصريف شؤونها وشؤون مواطني الدولة.. وبهذا يكون تحديد المصير من قبل المواطنين.. يحددون مصير وطنهم ويحسمون اختيارهم بمنحهم الثقة الشعبية لمن يستحقها وقد احتكموا لخطابه الواقعي وبرنامجه الشامل الذي غطى مختلف مجالات الحياة ؛ لا الذي ركز على جانب ما وغفل عن ذكر جانب آخر أهم يلامس احتياجات العامة ويلتزم بتلافي القصور في الأداء ومعالجة ما تبقى من الاختلالات وآثار الأزمات. هذا هو خيار العقلاء الذين وفدوا إلى الداخل أو استقروا في الخارج.. والعقل.. عقل المواطن، حكمٌ يقضي ويميز بين الحق وغيره.. المواطن.. المواطن الواعي لأبعاد اختياره يُحسن الاختيار.. إذ ليس الرهان على غالبية أمية تسير بالبركة، ولا على قوة عسكرية أو اتجاهات سياسية وتأثيرات اقتصادية.. ولا على كمية مهولة من الصور والشعارات واللافتات ومكبرات الصوت. الرهان على حرص الشعب وجديته في السير صوب المستقبل في ركاب الواثقين لا المغرورين والمتشككين في أنفسهم. الرهان على الوعي بضرورة الاستمرار في المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية، والتقدم إلى الأمام لا الإمام.. الرهان على حسم الاختيار بين منهج الدولة ومنطق اللا دولة.. بين النظام وبين الفوضى، بين التوجه إلى سبيل الرشاد وبين الاجتماع في ملتقى المتنافرين.. الرهان على منح الثقة لمن يبني لا لمن يهدم.. ليقف اليمنيون اليوم مجردين من كل أنانية أمام الصندوق يحفظون حقوق أنفسهم ويستحضرون إنجازات كل من المتنافسين، ولنتذكر أن أصواتنا أمانة في أعناقنا بها نحدد مصيرنا ومصير أبنائنا وبناتنا وأحفادنا، لننظر إلى المستقبل لا إلى الحاضر فقط.. ونختار الأصلح للوطن.. للوطن.. للوطن. اليوم.. يوم الحسم.. يوم الثقة.. فثقوا في أنفسكم لئلا تشككوا في غيركم لتحسموا وتحسنوا اختياركم لمن ينوبكم في حكم أنفسكم.. ويرضى بقراركم ويصادق عليه لا ينكره أو يرفضه، ويصدق وعده لكم، والله مع الصادقين من عباده الصالحين.