الخميس , 4 مايو 2006 م هذه المرحلة المفعمة بالحراك الديمقراطي المغربلة للكثير من القيم المترسبة في وعي الإنسان اليمني وتاريخه النضالي المتطلع إلى مجتمع جديد، ووعي قائم على التربية والتثقيف على حقوق الإنسان وحرياته.. ومن ثم تحريك المفاهيم والرؤى لتكتسب أبعاداً موضوعية تتناسب وطموحنا جميعاً إلى تغير فعلي وتجديد حقيقي يلامس وعي وتفكير وتربية وثقافة الفرد والمجتمع، ويرتقي بالأفكار والأطروحات والممارسة الحزبية والمعارضة النزيهة والشراكة القائمة على قبول واحترام الآخر وحماية رأيه من أية مصادرة أو إقصاء.إن اليمنيين قد ارتضوا وبقناعة كاملة وإجماع جماهيري النظام الديمقراطي ومقوماته اللازمة، تداولاً وتناوباً للسلطة ورعاية وحماية وتنمية حقوق الإنسان، وتقديس مبدأ الاختلاف في الرأي والرؤى والبرامج والأفكار، واحترام الكلمة وحرية التعبير والصحافة الأمينة على الوطن المخلصة للمهنة، وتربية الأجيال على محبة الوطن والحرص عليه، والنهوض به، وأمنه واستقراره وحماية وحدته المقدسة من العبث والفساد، ومراهقة الموتورين والمأجورين أياً كانوا وإلى أي المحافظات انتموا.إن التربية والتثقيف على حقوق الإنسان بناء دائم ووعي متجدد وبفكر وطني متماسك مع النهج الديمقراطي لا يمكن إغفاله إذا كنا نعي دور منظومة حقوق الإنسان في تجديد مفاهيم وتفكير وممارسة الفرد والمجتمع، وتحقيق تراكم أخلاقي معرفي قيمي في المسار الديمقراطي المنشود، ذلك جدير بإحلال واقع اجتماعي نظيف خالٍ من ملوثات المصالح الذاتية الضيقة، والرهانات القاصرة، وتشجيع التدافع الإنساني النافع، حتماً ستخلق تلك الأخلاقيات القائمة على احترام الآخر اعتقاداً دائماً بأن المواقف الأمينة تشكل مقومات ضرورية للنهوض والتطور الاجتماعي.تضمين المنهج الجامعي لمنظومة حقوق الإنسان وحرياته، وقبل ذلك أو مترافقاً معه نربي ونثقف أبناءنا في مراحل التعليم الأساسي والثانوي على قيم حقوق الإنسان، كل ذلك من شأنه أن يغير الحياة برمتها ويقلب كل الحسابات والمراهنات، ويقود إلى تحديث وعي المجتمع وتفكيره وتواصله وعلاقاته، فقط علينا أن نستشعر أن ذلك كله لن يأتي من فراغ، بل يحتاج إلى تضافر الجهود ودعم الخيرين والنزيهين والشرفاء، وقد بدأت بلادنا هذا المشوار ويجب أن يتواصل ويستمر.في هذا الإطار نظمت وزارة حقوق الإنسان بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة حلقة نقاش حول «حقوق الإنسان في المنهج الجامعي» في مدينة عدن من 29 30 ابريل 2006م، كرست أوراق وبحوث ومداخلات تلك الحلقة النقاشية في بلورة رؤية جماعية لأهمية تضمين المنهج الجامعي لقيم حقوق الإنسان، ودعوة الجامعات اليمنية التي مثلت من خلال نخبة من الأكاديميين والباحثين المتميزين الذين شكلوا بلقائهم رؤى وأفكاراً وتطلعات تستحق الاحترام والتقدير والتشجيع، واتفقوا جميعاً على مواصلة العمل والحوار بروح المسئولية، لما لهذا الجانب وتلك المنظومة الحقوقية من دور في تدفق الوعي الديمقراطي واستمرارية التعددية السوية، والتخلص من الممارسات والأفعال والأفكار التي تنقص من حقوق الإنسان وحرياته. - جامعة عدن