بالفعل نحن نحتاج إلى مبادرة كريمة ووطنية يحققها فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله لإنقاذ العقل اليمني المبدع من هذه المجزرة الفظيعة وهي تقاعد سن الأستاذ الجامعي في إبان القدرة على العطاء. وكان أساتذة مصر قد رفعوا تظلمهم إلى القضاء، فخرج الحكم لصالحهم ليكون انتهاء عملهم هو مغادرتهم الحياة، ما داموا قادرين على العطاء والإبداع.وفي اليابان يُخيّر أستاذ الجامعة بين أن يظل يواصل عطاءه وبين أن يترك هذا العمل مختاراً.ولا أعلم كيف استطاعت الخدمة المدنية تجاوز حقيقة واضحة كالشمس مفادها أن اليمن قد دفع مليارات الريالات وملايين الدولارات في تأهيل هذه الكوادر الجامعية المرموقة التي جابت شرقاً وغرباً وطلبت العلم من خلف حدود الصين، وعندما عادت هذه الكوادر إلى البلاد وبدأ اليمن المحروم من نور العلم لقرون يرتشف هذا العلم ويهتدي بنوره؛ جاء العباقرة من كتبة الخدمة المدنية ودمّروا هذا المنجز الثوري السبتميري بجرة قلم حمقاء.إن قانون تقاعد الأستاذ الجامعي هو بالفعل «قانون الشقاة» الذين لم يفرّق بين العتال، حمّال الأحجار وحامل الفكر.إن هذا القانون لابد أن يحجر عليه العقلاء من أبناء الأمة وفي المقدمة الأخ الرئيس حكيم اليمن.