االيوم.. يطالعنا المشهد العراقي يومياً عبر الشاشة الصغيرة بأعمال مأساوية فظيعة ومفجعة، يصعب جداً أن يتصور أو يعتقد أي أحد أن هذه الأعمال من فعل المقاومة للاحتلال.. أية مقاومة هذه التي تقوم بإعداد وتجهيز سيارات، وأفراد مفخخين بمتفجرات قاتلة ومدمرة.. ثم يتحرك إلى وسط الأسواق والتجمعات السكانية المدنية، أو نحو المساجد لتتفجر مخلفة عشرات القتلى وعشرات الجرحى.. إضافة إلى الدمار الذي يطال ممتلكات خاصة وعامة.. هل يعقل أن هذا من فعل عراقيين فعلاً، أو من أعمال مقاومة وطنية تستهدف المحتل.. أم أن هناك من يقوم بذلك لتشويه صورة المقاومة العراقية الفعلية التي تطال العدو دون غيره؟! إن الخوف كل الخوف أن تكون هذه العمليات التي ترتكب ضد أبناء العراق والتصفيات التي تطال رموزه العلمية والدينية، ومنشآته الدينية في كل أنحاء العراق دون تفريق أو تمييز.. نعم نخاف أن تكون هذه العمليات تارة ضد مواطنين شيعة، وتارة ضد مواطنين سنة، وتارة ضد رموز لهؤلاء، أو لمزاراتهم المقدسة.. إنما هي من فعل آليات تتبع المحتل، أو الموساد الصهيوني، بهدف إثارة الفتنة الطائفية بين شعب العراق أو الفتنة العراقية حين يستهدفون الأكراد، أو غيرهم من الأعراق، أو حين يستهدفون المسيحيين أناساً وكنائس.. كل هذه إنما ولا شك تستهدف العراق والعراقيين، من خلال فتنة مذهبية طائفية، عراقية، مناطقية تطحن العراق وأهله لتخلو العراق للمحتل أيضاًَ وثرواته، وقاعدة عسكرية يمارس من خلالها تهديده وعدوانه على البلاد العربية والإسلامية.. ولذا فإن العراقيين معنيون بإدراك هذه المخاطر التي تهدد وحدتهم وتعايشهم وسلامهم.. وذلك ما نظن أن العراقيين يدركون ويتحاشون الوقوع في براثنه، ويتحملون كل هذه العمليات الإجرامية بصبر كبير. وإذا كان هناك من أولئك الذين أصابهم العمى والتعصب والتطرف من يقوم بعمليات القتل والتدمير ضد أبناء الشعب العراقي وبحسب مذاهبهم، وطوائفهم، وأعرافهم.. فيجب أن يتيقظ الشعب العراقي لهم، لأنهم لا محالة ليسوا منه، وليس هو منهم، ولا هم من المسلمين أو المؤمنين لا بأديانهم، ولا بانتمائهم إلى العراق.. ومن حق الشعب العراقي أن يلتف بكل مذاهبه وطوائفه وأعراقه حول بعض ضد مثل هذه الجماعات التي بممارساتها وسلوكياتها هي الإرهابية.. والشعب كل الشعب معني بمقاومتها وكشفها ومواجهتها واجتثاثها.. وأن يظل العراقيون كما هم يفكرون كعراقيين لا كمذاهب وطوائف وأعراق.. المواطنة والحقوق والواجبات بينهم متساوية، والعراق عراق الجميع.. وحدته مسئوولية الجميع.