اليوم.. يزداد المشهد العراقي العام إيلاماً، ويزيدنا ارتياحاً في نفس الوقت.. لا تستعجلوا، وتتساءلوا.. كيف هذا التناقض؟. أقول لكم ليس هناك أي تناقض، وما يظهر لكم أنه تناقض هو تناقض ظاهري وليس جوهرياً.. لأن ازدياد الإيلام في المشهد العراقي هو نتيجة لما يحدث من صراع خفي لا يتضح إلاّ من خلال ضحاياه الذين يبلغون العشرات، وأحياناً المئات من القتلى العراقيين.. وهو ما يؤلمنا كثيراً.. بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والعرقية والمذهبية؛ لأننا لا نرى في أي عراقي سوى أنه أخ شقيق أياً كان انتماؤه الطائفي، أو المذهبي، أو العرقي.. ففي الأول والأخير جميعهم عراقيون لا يجب أن تسفك دماؤهم وتستباح أرواحهم. أما ما يفرح في المشهد العراقي، هو تصاعد، وازدياد فاعلية المقاومة العراقية ضد المحتلين من الجيوش الأجنبية الأمريكية والبريطانية، وفي كثير.. إن لم يكن في معظم المدن والمحافظات العراقية.. الآن أعتقد أنكم ستكونون معي أنه لا يوجد تناقض فيما بين أن نكون متألمين وفرحين من المشهد العراقي العام. ولأننا نتألم من المشهد العراقي المؤلم نتيجة لما يعانيه العراقيون من سفك للدماء، وإزهاق للأرواح العراقية، وبالعشرات والمئات يومياً.. فإننا نناشد العراقيين، ونناشد كل من له تواصل مع الأشقاء في العراق من قريب أو بعيد بالذات مع القوى العراقية المختلفة من الأشقاء العرب والمسلمين أن يسعوا إلى لم الشمل، والتقريب بين العراقيين على أسس وطنية توحّد بينهم وتجمع صفهم وراء المقاومة ومعها ضد جيوش الاحتلال الأجنبي.. ولا سبيل إلى ذلك إلاّ من خلال صياغة وثيقة وطنية تعتبر كل المواطنين عراقيين متساوين في الحقوق والواجبات دون أي اعتبار للطائفة، أو المذهب، أو العرق.. فلتكن لكل عراقي طائفته، ومذهبه وعرقه.. كحقوق تخصه وتحفظ له، وتصان، وعلى كل أن يحترم كل طائفة وكل مذهب، وكل عرق، وحق أصحابه في أن يزاولوا طقوسهم وشعائرهم وتقاليدهم، وثقافاتهم، وكل ما يخصهم تحت حماية من الدولة المركزية العراقية التي تحفظ أيضاً للعراق وحدته، وتحفظ لكلٍ حقوقه الطائفية والمذهبية والعراقية مادامت حقوقاً لا تمس ولا تؤذي ولا تعتدي على حقوق الآخرين، ولا تمس وحدة العراق أرضاً وشعباً.. فالعراقيون أقوياء كشعب وطوائف ومذاهب، وأعراق، بوحدتهم، وببعضهم، أرضاً، وإنساناً. إن الشعب العراقي بحاجة في ظل الاحتلال، والظروف الدولية الخطرة إلى الارتقاء إلى سمو الانتماء الوطني للعراق.. والإلتحام مع بعضهم كإخوة أشقاء وراء المقاومة ومعها حتى يستعيدوا حريتهم واستقلالهم وسيادتهم، ويشكلوا نظامهم بأنفسهم كما يريدونه لا كما يريد المحتلون.. هذا والله في العون.