لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تمارس أبشع صور القمع والتدمير ضد أبناء الشعب اللبناني من قتل للأبرياء وتدمير للبنى التحتية وإحراق الأرض والشجر بصورايخها وقنابلها الفسفورية وأسلحتها الذكية المحرمة دولياً، التي تأتيها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها الكبرى بريطانيا دون أن يجرؤ أحد أن يحرك ساكناً أو يدعو إلى إيقاف تلك الحماقات الصهيونية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي بحق لبنان الشقيق خشية إغضاب أمريكا. كل هذه الغطرسة والعنجهية ما كانت لتحدث لولا الدعم والضوء الأخضر الممنوح من قبل إدارة بوش لرئيس وزراء إسرائيل لإزهاق شعب لبنان وتدمير اقتصاده في أقل زمن ممكن باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الذكية ووقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد أي مشروع قرار لإيقاف إطلاق النار سواء في مجلس الأمن أو خلال أعمال مؤتمر روما.. وهو ما يعد شاهداً حياً على مدى ما تكنه الولاياتالمتحدة من حقد دفين على الشعوب العربية على اختلاف أجناسها وعلى الإنسانية بصورة عامة بحكم أن ما تمارسه إسرائيل حالياً هو حرب إبادة وجرائم حرب ضد الإنسانية، ومع ذلك ظلت معظم القيادات العربية تقف تتفرج على المجازر الإسرائيلية بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني مكفوفة الأيادي تغض الطرف عما يحدث وكأنه شيء لم يعنها. والسؤال الذي يطرح نفسه لمَ عجزت الأمتان العربية والإسلامية عن نصرة شعبي لبنان وفلسطين؟ طالما ونضالهما مشروع ومطالبهما واقعية لنيل الاستقلال الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف واستعادة بقية الأراضي اللبنانية وتحرير الأسرى العرب من السجون والمعتقلات الإسرائيلية. وباعتقادي إن السكوت العربي هو من شجع العدو الصهيوني ومن قبله الولاياتالمتحدةالأمريكية في التدخل في شؤوننا الداخلية ومحاولة فرض سياستها وأنظمتها على المنطقة العربية مستخدمة طريقتها القديمة الجديدة «العصا والجزر» و«من ليس معنا فهو ضدنا».. بل وصل الحال بها إلى محاولة تقسيم المنطقة العربية حسب أهوائها وحسب المعطيات التي تفرضها عليها مصالحها ومصالح إسرائيل.. فتارة يأتي وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول ليبلغنا بمشروع امريكي للشرق الأوسط الكبير وبعدها تأتي سمراء البيت الأبيض رايس ومعها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقسم المنطقة وخيراتها وفق ما يحقق النفوذ لأمريكا والتوسع لإسرائيل والهوان والذل للشعوب العربية. وليعلم الجميع أن القضية لم تنتهِ والنفوذ والتوسع الأمريكي الإسرائيلي لم يكتمل، وسنشاهد خلال الفترة القليلة القادمة مشاريع جديدة للشرق الأوسط وأسلحة أمريكية إسرائيلية تقصف دولاً أخرى ودباباتها وبوارجها تدمر وتقتل وتنهب وتعبث في المنطقة لتحقيق مصالحها وأطماعها، وسنظل نشاهد إخواننا يقتلون وثرواتنا تنهب وننتظر الخطر يقترب منا ما لم نعمل على استئصاله.