ما زالت، وستستمر سياسة اليمن الخارجية نابعة من مبادئ وقيم شعبنا العربي الإسلامي الثوري.. فاليمانيون جزء، بل أصل كل العرب وطباعنا وخصائصنا وأخلاقنا العربية الراقية والسامية والإنسانية، والتي جاء الإسلام ليكملها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، أي أننا كعرب نتسم بمكارم الأخلاق، وما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لإكمالها.. ومن هذين النبعين حددت الثورة اليمنية في أهدافها الأساسية هذه الوجهه الأخلاقية لبلادنا تجاه السياسة الدولية، والعلاقات بين شعوب العالم بهدف تحقيق علاقات دولية عادلة ومتكافئة ومتساوية، غايتها تحقيق الأمن والسلام الدوليين بين شعوب العالم، والحفاظ على علاقات سوية بين الشعوب. وتعالوا معي نقرأ الهدف ال«6» للثورة اليمنية الذي يقول: «احترام مواثيق الأممالمتحدة، والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم». هذا هو الهدف السادس للثورة، والذي في ضوئه تحددت السياسة الخارجية لليمن.. وبدايته «احترام مواثيق الأممالمتحدة» هذه المواثيق التي توجه الهيئة الدولية ومجلس أمنها لحل النزاعات الدولية بالحق والعدل، وبالطرق السلمية، وبمساواة بين الشعوب دون تفريق أو تمييز، وهي مواثيق تحترم حقوق الشعوب وسيادتها، وترفض أي تدخل أو ضغط لأية قوة عالمية لتوجيه القرارات الدولية لصالح طرف على حساب طرف آخر، وترفض تطبيق المواثيق بانتقائية أو بتحايز أو تفريق يحولها إلى مواثيق عنصرية.. كما يحدث اليوم. وتقول الفقرة الثانية: «التمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز» أي أن بلادنا تنهج الحياد في القضايا والمشاكل والنزاعات الدولية، لكنه حياد إيجابي، وليس «سلبياً»، أي أن سياستنا على الحياد الإيجابي.. لكن في حالة الظلم والعدوان نقف إلى جانب المظلوم والمعتدى عليه، ولا ننحاز إلا إلى الحق والعدل في النزاعات والعلاقات الدولية. لذا فإن سياستنا اليوم، ومن خلال انحراف المنظمة الدولية، ووقوعها تحت الضغوط هي الوقوف في وجه هذا الانحراف، والنضال إلى تصويب سلوك وممارسة واتجاهات الهيئة الدولية، وإعادة إصلاحها مواثيق وهيكلة وحقوقاً عضوية متساوية فيها وفي مؤسساتها، بما فيها مجلس الأمن الذي تحتكره وتوجهه الدول الكبرى حسب أهوائها ومزاجها وأطماعها. إن اليمن اليوم تواصل جهودها مع كل القوى الخيّرة في العالم لإصلاح وتصويب الهيئة الدولية ومجلس أمنها وميثاقها، وهيكلها حتى تعود فعلاً ممثلة للمجتمع الدولي وإرداته.. لا ممثلة للخمس الدول الكبرى وإرادتها على حساب أمن واستقرار وسلام العالم. ونهج بلادنا هذا إنما يأتي لحرصنا على تحقيق بقية هدف الثورة الذي يقول: «والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم»، أي أن سياستنا الدولية تؤمن بحق العالم أن يعيش في سلام، وأن يتحقق لشعوبه الأمن والسلام والاستقرار.