اتوجه خارج الوطن.. نحو الغرب.. مجتازاً البحر الأحمر والبحر المتوسط، والمحيط الاطلسي.. لاحط معكم رحالي في جزيرة «كوبا» هذه الجزيرة العتيدة بنظامها وشعبها.. وقائدها الصلب «فيدل كاسترو» الذي مازال بنظامه الاشتراكي يقف في وجه زعيمة الرأسمالية «الولاياتالمتحدةالامريكية». بكل قوة وتحد.. وهو الذي يقف منذ عام 1963م في وجه الاحلام الامريكية التي حاولت بكل اساليبها وطرقها المشروعة وغير المشروعة.. رغم ان الادارة الامريكية لم تستخدم في أي يوم ماهو شرعي وقانوني ضد من يقف في وجهها ويقول «لا». عموما ليس هذا هو الموضوع.. الموضوع اليوم هو اجتماع حركة الحياد الايجابي وعدم الانحياز التي عقد في «هافانا» عاصمة «كوبا» التي هي عضو فاعل وبارز في الحركة منذ فجر ولادتها.. هذه الحركة لعبت دوراً كبيراً خلال النصف الاخير من القرن الماضي، وحتى سقوط الاتحاد السوفيتي في حفظ التوازن الدولي، وتوازن القرار الاممي تجاه القضايا والمشاكل والنزاعات الدولية، وضمنت للقرارات الاممية نوعاً مامن الانصاف والعدل ولو في حدودهما الدنيا.. لكنها.. «أي حركة عدم الانحياز».. دخلت في حالة من اللاتأثير في القرار الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحتى اليوم.. رغم أن معظم المتضررين من القرارات الدولية هم من اعضاء الحركة، ومازالوا يعانون من انحراف القرارات الدولية عن العدالة، وعن الميثاق والقانون الاممي الذي انشئت بموجبهم هيئة الاممالمتحدة.. واضرب مثلا على ذلك العراق وكوريا الديمقراطية، وايران والاقطار العربية «سوريا - فلسطين - السودان » وغيرها وكذلك كوبا، وفنزويلا، ودول البلقان، وبوليفيا.. وكثير من دول الحركة تعاني من انحراف ومجانية الهيئة الدولية للعدل والانصاف بسبب هيمنة الادارة الامريكية على مجلس امنها.. والتحكم في قراراته. ويفترض ان حركة عدم الانحياز.. كانت تخرج من اجتماعها في كوبا بمشروع اصلاح للأمم المتحدة وبما أنها كلها أعضاء فيها تستطيع مجتمعة ان تصوب مسار الأممالمتحدة ان هي اتخذت مواقف عملية وموحدة وباصرار لاصلاح النظام الدولي بالتالي :- 1- إلغاء حق النقض في مجلس الأمن. 2- توسيع العضوية الدائمة بحيث تنضم إلى العضوية الدائمة ماليزيا والهند من آسيا، ومصر وجنوب افريقيا من افريقيا، وفنزويلا والبرازيل من امريكا الجنوبية، وايطاليا والسويد وتركيا من اوروبا، وسوريا، واليمن وتونس من الوطن العربي. 3- ان يعاد النظر في قرارات مجلس الأمن بحيث لاتصبح نافذة قابلة للتطبيق إلا بعد موافقة الجمعية العمومية «ممثلة العالم في الجمعية» بالاغلبية.. وبحيث تكون قرارات واضحة شفافة لاتقبل تعدد التفسيرات والمعاني. 4- الا تشارك أي دولة في تنفيذ القرارات ضد الدولة المعنية اذا كانت على خصومة معها. هذا تصور لاصلاح وتصويب الهيئة الدولية وقرارها.. كان يجب أن تكون هي استراتيجية اجتماع حركة عدم الانحياز في هافانا للفترة القادمة وهي حركة بامكانها مجتمعة ان تشكل قوة ضغط مؤثرة لتنفيذ هذه الاصلاحات، والوقوف في وجه اي قرار لايتسم بالعدل والمساواة.