تستضيف العاصمة الكوبية هافانا يومي الجمعة والسبت القادمين القمة ال14 لدول حركة عدم الانحياز التي ستسعى من خلالها هذه الدول الى تفعيل دورها في مواجهة دولة القطب الواحد. وتهدف القمة التي يشارك فيها 3000 ممثل من 140 دولة في اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية الى ايجاد ديناميكية جديدة في مواجهة التحديات التي تفرضها دولة القطب الواحد (الولاياتالمتحدةالامريكية) باعتباره محور اساس لانعقادها. ومن المقرر ان تدين القمة سياسة "القطب الواحد والطموحات الهيمنة في العلاقات الدولية"، اضافة الى "النماذج الليبرالية الجديدة المفروضة في اطار سياسة العولمة السائدة التي تنتهجها الولاياتالمتحدةالامريكية. كما تناقش القمة المواضيع التقليدية التي تهم دول حركة عدم الانحياز التي أنشئت عام 1961 في بلغراد ، بعد مرور ست سنوات على انعقاد المؤتمر الافريقي-الاسيوي في باندونغ ب (اندونيسيا) , كالفقر والتنمية وغياب العدالة- والتوصل الى توحيد الموقف في القضايا الدولية الحساسة من الملف النووي الايراني الى الوضع في الشرق الاوسط. وستحاول ايران التي تحظى بدعم كوبا "الضغط" في سبيل دعم موقفها حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي، في حين ستسعى في سبيل التوصل لذلك للتقرب من عدة دول افريقية قبل ان يحال ملفها النووي الى مجلس الامن الدولي . فيما تتحرك فنزويلا من جهتها لحشد الدعم لسعيها الحصول على مقعد عضو غير دائم في مجلس الامن. اما كوبا التي ستراس الحركة لثلاث سنوات, فانها تنوي من خلال خطابها التقليدي المعادي للولايات المتحدة، اقتراح برنامج عمل فعلي على المنضوين تحت لوائها في مجالات الصحة والتربية والطاقة. ويبدو ان الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الذي يتعافى من وعكته الصحية عازما على تثبيت القيادة الكوبية للحركة , خصوصا وان انعقاد القمة ال 14 لدول حركة عدم الانحياز التى من المقرر ان تبداء اعمالها يوم الجمعة القادم في هافانا ياتي وسط وضع غير مسبوق في كوبا منذ وصول كاسترو الى السلطة عام 1959 مع مرور الجزيرة بحالة انتقالية تولى فيها الحكم شقيقه راوول كاسترو، الرجل الثاني في النظام بسبب خضوع الاول لعملية جراحية اعلن عنها في 31 يوليو الماضي . وبينما تقتصر مشاركة الاممالمتحدة في القمة , على امينها العام كوفي عنان، وهو ضيف تقليدي في قمم الحركة، والذي سيلقي خطابا يوم الجمعة القادم امام رؤساء الدول والحكومات الذين من المفترض ان يبدأوا توافدهم يوم غد االخميس، بعد ان يكون وزراء الخارجية وكبار الموظفين بدأوا اعمالهم اعتبارا من الاثنين الماضي . وفيما الولاياتالمتحدة التي تحظى بصفة مراقب في الحركة تقرر عدم التمثل في قمة الحركة ال 14 هذه اذ تعلم مسبقا ان اجواء القمة ستكون موجهة ضدها. وطبقا لمشروع الاعلان النهائي عن القمة الرابعة عشرة لدول حركة عدم الانحياز في كوبا فان القمة تفتتح وسط اجواء متوترة في الشرق الاوسط خصوصا بشان البرنامج النووي الايراني . وكل هذه التحديات التي واجهتها وتواجهها دول العالم الثالث , نتيجة غياب العدالة الدولية , والكيل بمكيالين , وزيادة اطماع الدول العظمى , المتميزة بالتفوق العسكري الذي اخل بموازين القوى بين دول العالم , مثلت الارضية لانشاء قمة دول حركة عدم الانحياز التي تضم حاليا 116 دولة ، منها (53) دولة افريقيه و(38) دولة اسيوية (24) دولة من امريكا اللاتيينة والكاريبي , ودولة واحدة اوروبية هي بيلاروسيا , والتي سيصبح عدد اعضائها بعد انضمام هايتي وجزيرة سان كيتس الكاريبية التي تسعى الى ذلك 118 عضوا .