اليمن عبر العصور لم تكن إلا عربية..وكانت هي مصدر الوجود العربي في محيطه الجغرافي المعروف بالوطن العربي ..ولم يتأخر اليمانيون عن الاستجابة للدعوة الإسلامية حين أرسل رسول الله “علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل”إليهم، ليصبحوا جزءاً من الدولة الإسلامية التي بدأت بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة..ثم كانوا أي اليمانيين ضمن قادة وجند المسلمين في الفتوحات الإسلامية حتى حدود الهند والسند شرقاً، وجبال البرانس “جنوب فرنسا” غرباً. ظل اليمانيون عرباً مسلمين، يحملون راية الإسلام نحو الشرق إلى عالم المحيط الهندي، وما زالوا في هذا العالم رواداً في الدعوة إلى الإسلام، وفي الداخل ظلوا على عروبتهم وإسلامهم، وذلك ما تؤكده المؤلفات والكتب، وحتى برامج ودساتير الحركة الوطنية في أدبياتها ووثائقها التاريخية والسياسية. وكانت الثورة الخالدة قد ضمّنت ذلك في أهدافها حيث جاء في الهدف الخامس “العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة”وفي الهدف الرابع “إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف”، فاليمن تنشط في ضوء ذلك من خلال انتمائها العربي، وعقيدتها الإسلامية، والتي يؤكد عليها دستور الجمهورية اليمنية في مادته الأولى، أن الشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية. ومع ذلك فاليمن في سياسته الدولية يقوم بدوره إنسانياً بعيداً عن التعصب العرقي أو الطائفي، وفقاً لما جاء في هدف الثورة السادس الذي ينص على: “احترام مواثيق الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم”. هذه هي المحددات للسياسة اليمنية على المستوى العربي والإسلامي والدولي..وفي ضوء ذلك تعمل جاهدة لإعادة صياغة وإصلاح النظام العالمي لتحقيق الأمن والسلام الدوليين وتحقيق مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.