شهدت أسعار مختلفة معظم السلع الاستهلاكية الضرورية خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان الكريم موجة ارتفاع حادة ولاتزال متواصلة ولايعرف المستهلك المسكين أين سيقف سقف الطمع والجشع لدى بعض أولئك التجار؟! من تلك السلع والمواد التموينية التي اكتوى المستهلك بنارها حتى الآن القمح والدقيق والزيوت بأنواعها والتمور، إضافة إلى الخضروات والفواكة وغيرها من المواد الغذائية التي عادة مايزداد الطلب على شرائها في رمضان بسبب تعمد منعدمي الضمير وأصحاب القلوب السوداء على إخفائها من الأسواق وتكديسهافي المخازن ونشر الشائعات عن وجود أزمة في هذه السلعة أو تلك وماهي إلا ساعات حتى ترى العجب العجاب اندفاع كبير من قبل المواطنين لشراء أكبر قدر ممكن من تلك السلع لتأمين شهر رمضان وشوال.. وهو مايتنبه له الآخرون من الجيران وأبناء العمومة وغيرهم من المتلهفين والمندفعين للأسواق والذي يلجأ غالبيتهم لبيع ذهب زوجته لتأمين مصاريف رمضان الأمر الذي يحدث طلباً متزايداً على مثل تلك السلع من قبل المواطنين يقابله انخفاض كبير في الكمية المعروضة في الأسواق نتيجة تكدس البضائع في مخازن بعض التجار، وهات يا أزمة «اقربي» وياأخرى«الحقي». ذلك جزء من المعاناة التي يعيشها السواد الأعظم من المواطنين سواء ممن يصنفون ضمن فئة محدودي الدخل أو الموظفين المغلوبين على أمرهم أو العمال ومن لا أعمال لهم وخاصة في شهر البر والإحسان دون أن تحرك وزارة الصناعة ساكناً إزاء مثل هذه المسرحيات الهزيلة وتكتفي بين الحين والآخر بالضحك على المواطنين بأن الأسعار منضبطة وكل شيء على مايرام وهو الأمر الذي يبكي الآخرين في أوقات كثيرة قبل الإفطار أوعقب السحور باعتبارها أنسب الأوقات لتفريغ شحنات الغضب على تلك الجهات.