11 / 10 / 2006م وبتلك الحقيقة يتأكد لدينا أن التوجه الديمقراطي لدى الرئيس صالح، لم يكن وليد ميناء المخا.. تاريخ مشهود وحاضر مفقود أحمد عبدالواسع بشر اكتسبت اليمن شهرة عالمية وواسعة من خلال ميناء المخا الذي كان المصدر الوحيد للبن اليمني المنتج اليمني الوحيد الذي سيطر على الأسواق العالمية ونافس بجودته ونكهته المفضلة على سائر أنواع البن الذي تنتجه وتصدره بقية الدول العالمية. وميناء المخا يتوسط مينائي عدنوالحديدة ويربط اليمن بكافة الدول العالمية وأقربها دول القرن الافريقي وله خطوط ملاحية آمنة ورصيف تستطيع أن ترسو عليه سفن عملاقة، وقد كان إلى ما قبل فترة يعج بحركة تجارية واسعة نظراً لقربه من محافظة تعز ومينائها الوحيد.. وتعز تعتبر قلعة صناعية وتجارية تستورد ما نحتاجه من المواد الخام من المصانع الأم لغرض الانتاج للأسواق المحلية وتصدر منه إلى الأسواق الأجنبية وخاصة دول القرن الافريقي وعبر ميناء المخا وبطرق ملاحية آمنة وبأقل تكلفة.. وقد كان لميناء المخا دور هام في تنشيط التجارة بمختلف أنواعها استيراداً وتصديراً وتشغيل أياد عاملة من أبناء منطقة المخا وما جاورها كون الميناء هو المصدر الوحيد لمعيشتهم إضافة إلى عملية الاصطياد البحري مما أحدث نوعاً من الانتعاش في البناء العمراني في المنطقة الحرة بعدن وازدهرت حركة التجارة فيها والتوجه الاستراتيجي للدولة تجاه المنطقة الحرة وموانئ عدن وتحسين ميناء الحديدة لاستقبال السفن العملاقة وتسهيل حركة التجارة وتنشيط السياحة العالمية عبر الميناء واستقباله أفواجاً سياحية على مراكب ويختات خاصة ومجهزة لنقل السياح كون اليمن أصبحت منطقة جذب سياحي.. وأمام هذا الازدهار ونشاط الحركة التجارية والسياحية في موانئ عدنوالحديدة أثر سلباً على حركة التجارة في ميناء المخا كون المخا تتوسط عدنوالحديدة إضافة إلى فتح قنوات للتهريب على طول الساحل الممتد بين المخاوالحديدة.. وهكذا شيئاً فشيئاً بدأ الميناء في التراجع وعزوف معظم البيوت التجارية والصناعية عن الاستيراد عبر الميناء فتغير مسار الملاحة صوب موانئ عدنوالحديدة فأصيب ميناء المخا بالشلل التام.. وقد تزامن ذلك مع توجهات الحكومة بتحويل الميناء للاستخدام العسكري لولا صدور توجيهات الرئيس علي عبدالله صالح بفتح الميناء أمام الملاحة البحرية والذي أوجد ارتباطاً في نفوس أبناء المنطقة ولكن للأسف أن إعادة تنشيط الميناء لم يكن بالحجم الذي عليه نتيجة تحول مسار الملاحة البحرية إلى الموانئ المجاورة فقلت الحركة التجارية في الميناء وانحصرت في سلع معينة استهلاكية مصدرها دول القرن الافريقي إضافة إلى كائنات حية مثل الأبقار والمواشي والأغنام والتي صدرت بشأنها توجيهات رئاسية حددت ميناء المخا منفذاً بحرياً لها وهي الوحيدة التي ترفد خزينة الدولة بالرسوم الجمركية والضريبية وتحولت المخا إلى حظائر للمواشي تعبق منها رائحة سرجينها بعد أن كان ميناء المخا تعبق منه رائحة البن اليمني الشهير وانحصرت تجارة أبناء المنطقة في بيع وشراء المواشي وهي تجارة كما يبدو تقيد الطموح والدليل على ذلك أنهم يعيشون في بيئة غير طموحة وغير مزدهرة لأن حركة التجارة على المستويات الأخرى تنعكس على الواقع المحلي بالازدهار والتطور في شتى المجالات ومن يرى واقع مدينة المخا تنموياً وخدمياً والحالة المعيشية لسكانها وكأنها مازالت تعيش في الزمن الغابر بالرغم أن المنطقة بيئة جذابة للسياحة بسواحلها غير أن أبناءها بسطاء وغير طموحين ويعتمدون كلياً على عملية الاصطياد البحري، إذ أن المنطقة بحاجة إلى اهتمام كلي من الدولة وتسليط الأضواء عليها وتشجيع مجال الاستثمار فيها وضخ موازنة كبيرة لتنمية المنطقة بشوارعها وتطوير مينائها أمام الملاحة البحرية ومنح تسهيلات كبيرة لتشجيع التجارة عبر الميناء والذي سينعكس على تقدم وازدهار المنطقة وتوفير فرص عمل كافية لأبنائها كون الميناء الشريان الوحيد الذي يغذي مدينة المخا بكافة المواد وإن سخرت إمكانات الدولة وشجعت التجارة العالمية عبر الميناء أسوة بموانئ عدنوالحديدة.