اليوم.. كلنا يصرخ من ألم السوق، ويتوجع الجميع من زيارته لشراء حاجاته اليومية.. حتى تلك الثمار، والمحاصيل التي كانت قوت «الغلابى» من الفقراء مثل (البطاطا، الطماطم، الفاصوليا، الفول) التي تعد غذاء الفقراء في أوقات الشدة.. صارت أسعارها جنونية.. ولم تعد تطاق.. الطماط.. ارتفع أسعارها الى (150) ريالاً.. النوع الرديء، و (180) ريالاً للنوع المتوسط، و (200) ريال للنوع الجيد.. وهكذا (البطاطا) تطلب نصف كيلو ب (75) ريالاً.. يطلع النصف الكيلو «حبتين» من الحجم المتوسط.. أي لا يكفي غذاء لطفل رضيع، وإذا كان عندك طفل رضيع.. ونأتى ل «الفاصوليا» تسارع صعودها من (300) ريال الى (700) ريال للكيلة (النفر).. وهكذا بقية المواد الغذائية.. قصعة فاصوليا أو فول ب (60) ريالاً.. وإذا أردت أن «تفطر» أو «تعشي» أسرة من خمسة أفراد تحتاج الى ثلاث أو أربع علب.. أي ب «240» ريالاً، فاصوليا أو فول، وتعال نحو العيش «الروتي أو الرغيف» سعره خمسة ريالات، لكنه بعد الرجيم.. صار لا يكفي الفرد للافطار، والعشاء إلا مابين (10-15) قرصاً أي أنك بحاجة الى نحو (300) ريال رغيف أو روتي صباحاً، وكذلك مساءً إذا كانت أسرتك تتكون من (5) أفراد.. بمعنى أنك بحاجة الى (1080) ريالاً إفطاراً وعشاءً لأسرة من خمسة أفراد.. طبعاً هذا بدون الطماطم، والزيت، والغاز، والبصل، وبعد ذلك الشاي.. فإذا كان هذا الإفطار والعشاء.. فكم تكلفة الغداء. ماعلينا.. لكن ما أنبه له.. ان هذه المواد الغذائية تأتي مواسم وينخفض سعرها الى حد سعر الكنس.. كالطماطم والبطاطا.. نجده في مواسم الوفرة تنزل أسعارها الى حد ثلاثة كيلو أو أربعة كيلو ب «100» ريال.. ففي زمن الوفرة يمتهن المزارع والبقال، وأصحاب العربيات بطماطهم، وبطاطهم.. وفي زمن الندرة.. يمتهن المستهلك، وأي امتهان.. والسبب هو عدم التوازن في المسوق من هذه المواد.. بحيث تتوفر هذه الخضار على مدار السنة بقدر وحجم الطلب. طبعاً هذه عملية ( التوازن بين العرض والطلب) تحتاج الى سياسة تسويقية تبدأ أولاً بالتفكير في إقامة (هنجرات مكيفة) كمخازن.. كيف؟ هذا تفكر فيه الحكومة.. بحيث تشتري منتجات الخضر من المزارعين وتخزن في الهنجرات أثناء مواسم الوفرة، وبأسعار مجزية.. ثم توزع على الأسواق بكميات حسب الطلب لا أكثر ولا أقل، وعلى مدار السنة.. بهذا نخفض ثبات الأسعار، ونحمي المزارع من الامتهان أثناء الوفرة، والمستهلك من امتهان أثناء الندرة. أما بقية المواد فتحتاج الى صرامة مع السوق .. صحيح أن الارتفاع عالمي.. لكن ب «الفلسات» بينما السوق المحلية ترفع ب «المئات» وفي البوشل الواحد «الكيس» .. وهذا ما يستدعي الصرامة.. أيضاً لا بد من تحرير السوق بصورة صحيحة.. كون حصر استيراد القمح بين «4» مستوردين.. والسكر «مستورد» واحد يعد من أقبح الاحتكارات، ويتنافى مع حرية