اليوم.. أتمنى على الرئيس «أمين الجميّل» رئيس لبنان السابق، أن يظل على موقفه الورع والعقلاني الذي ظهر به يوم اغتيال ابنه «بيير الجميّل» وزير الصناعة اللبناني.. حيث كان يوم الاغتيال هادئاً، داعياً الآخرين إلى التهدئة، وعدم الانفعال والانجرار وراء الغرائز.. ورفض أن يوجه أصابع الاتهام نحو أي طرف.. مؤكداً خاصة أنه «حقوقي» أنه من الصعب توجيه الاتهام نحو أي أحد دون وجود أي دلائل. هذا موقف عظيم من الشيخ «أمين الجميّل» وموقف مسؤول رغم أن المصاب جلل، والخسارة في اغتيال نجله خسارة فادحة له.. لكن خوفنا أن ينساق وراء بعض القوى التي لا همّ لها سوى تخريب لبنان وجره إلى الفتنة، ولو بتوظيف دماء وأرواح الآخرين للصعود عليها والوصول إلى أطماعهم الأنانية النرجسية حتى ولو على حساب لبنان الأرض والشعب والعروبة والمقاومة. اغتيال الوزير «بيير أمين الجميّل» وزير الصناعة اللبناني، يتأتى في إطار مؤامرة قذرة وحقيرة تستهدف لبنان المقاوم للمشاريع الصهيونية الأمريكية «الشرق الأوسط الجديد».. هذا المشروع الذي يعتقد وهماًَ أن لبنان أضعف عضو عربي مقاوم يمكن النفاذ من خلاله إلى المنطقة وفرض المشروع الأمريكي الصهيوني.. لذلك تبحث الإدارة الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني عن كل ما يحقق هدفها في لبنان موظفة أجهزتها الاستخبارية، وآلياتها المحلية في لبنان من القوى الانعزالية المذهبية الطائفية لإثارة الفتنة الأهلية بين أبناء لبنان لإنجاز مشروعها الذي فشلت في إنجازه بالحرب العدوانية الأمريكية الصهيونية على لبنان في تموز الماضي. وهاهي أول خطوات المؤامرة أطلت برأسها باغتيال «بيير الجميّل» لتنطلق القوى الانعزالية الطائفية المذهبية، وبعد دقائق فقط من الاغتيال توجه أصابع الاتهام نحو «سوريا» منسجمة ومتناغمة تماماً مع الاتهامات التي وجهها الكيان الصهيوني والبيت الأبيض إلى سوريا، مع أن هذا الحادث لا يمكن أن تفكر فيه سوريا مجرد التفكير، ولا حتى المعارضة اللبنانية التي كانت تستعد للنزول إلى الشارع لإسقاط حكومة السنيورة.. فالحادث إذاً كان بهدف إيقاف تحرك المعارضة إلى الشارع، ولإطالة أمد الحكومة اللبنانية، ولإثارة الفتنة بين المسيحيين وبين الشيعة والسنة، وإدخال لبنان في نفق مظلم «الحرب الأهلية».. وبالتالي وضع لبنان تحت الوصاية الدولية التي غالباً ما ستكون أمريكية فرنسية صهيونية.. واتهام سوريا المباشر وراء الحادث بدقائق يهدف إلى الضغط عليها لإسكاتها وغضها الطرف عما يحاك، وإضعاف المقاومة اللبنانية. لكن ردود فعل القوى الوطنية العروبية المقاومة من جميع الأطياف أكدت أن المؤامرة لم تنطلِ، وأنها سائرة على درب لبنان الوطني العربي المقاوم الحر.