اليوم.. أقف اكباراً، واجلالاً.. أمام ذلك الطود اللبناني الشامخ، والعقل، والقلب اللبناني الكبير الشيخ/ أمين الجميل زعيم حزب الكتائب ورئيس جمهورية سابق والذي استقبل خبر اغتيال نجله «بيير الجميل» وزير الصناعة اللبناني بعقل رزين، ونفس صابرة، وجسد صلب.. رغم عظم المصاب حيث خاطب الجميع ودعاهم إلى التهدئة، وعدم التصرف بانفعال وضبط النفس، أنا لم استغرب الموقف هذا من «أمين الجميل» لاني أعلم ان حادث اغتيال نجله لم يكن الرزية الأولى.. إنه رجل وهامة لبنانية تعودت على الرزايا، فكثير من اسرته ذهب اغتيالا بدءاً ب«الشيخ بيار الجميل» الاب مروراً بأخيه الرئىس «بشير الجميل» وانتهاءً بنجله «بيير الجميل» وزير الصناعة الذي قضى مغتالا يوم الثلاثاء 21/11/2006م في العاصمة بيروت. لقد كان الشيخ أمين الجميل كبيراً بحجم لبنان، وهو يقف وسط الصخب الاعلامي والصخب الجماهيري إثر حادث الاغتيال ليقول بهدوء، ورباطة جأش، وبثبات وصلابة وبهدوء دون انفعال.. لقد استشهد «بيير» في سبيل قضية آمن وناضل من اجلها، فمن كان يحبه عليه أن يتمسك بالقضية التي حملها، ومات شهيداً في سبيلها، ورغم مصابه المؤلم، والقاسي لم يطلق الاتهامات شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، على هذا الطرف أو ذاك من اللبنانيين ولاحتى إلى اشقاء أو اصدقاء تاركا ذلك للجهات المعنية، وماستتوصل إليه في تحقيقاتها والوصول إلى الجاني بأساليبها وطرقها المهنية، لقد كان أسمى وأرقى من أن يزايد بدم ابنه أو ان يسخره ضد لبنان وشعب لبنان او ضد شقيق أو صديق كغيره ممن صار مبرمجاً على توزيع الاتهامات على اطراف لبنانية وطنية وعلى الجارة الشقيقة سوريا وجعل من دم ابيه ذريعة وحجة للتدخل الاجنبي والتآمر على لبنان المقاومة الوطنية العربية ووحدته ارضا وشعبا، بل ويجعل من دم ابيه نهراً تبحر فيه قوارب التآمر الامبريالي العالمي للنيل من الشقيقة سوريا وأمنها واستقرارها واستقلالها وسيادتها لصالح العدو الصهيوني والمشروع الاميريكو صهيوني «الفدرله، والكنتنه» الشرق الاوسط الجديد.اغتيال «بيير الجميل» ليس سوى ضمن الاجندة الامريكية الصهيونية التي ترمي من قتله إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان بهدف تحقيق المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة. المشروع الذي فشلت في تحقيقه الحرب العدوانية الامريكية الصهيونية على لبنان الذي تصدى للعدوان وأجهض المشروع التفتيتي للبنان لتتحول المؤامرة الامبريالية العالمية من آلية الحرب إلى آلية إثارة الفتنة بين ابناء لبنان من خلال مسلسل اغتيالات ببنادق مزودة بكاتمات صوت سربت إلى لبنان لتبدأ مؤامرة الفتنة باغتيال «بيير الجميل» لإشعال فتيل الفتنة.. الذي رفض والد الشهيد «أمين الجميل» ان يشعل فتيل الفتنة صوناً لأمن واستقرار لبنان الذي تحاول «14» اذار نسفهما.. لكن لبنان لهم بالمرصاد.