يحتفل شعبنا اليمني بالعيد ال39 للاستقلال الوطني المجيد الذي تحقق في ال30 من نوفمبر عام 1967م بعد «139» عاماً من الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من وطننا اليمني الحبيب، تأتي احتفالاتنا هذا العام بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والاستقلال ال30 من نوفمبر وكل الأعوام السابقة منذ العام 1990م متميزة وتحمل الكثير من المعاني والدلالات العظيمة كونها تأتي في ظل راية الجمهورية اليمنية التي ارتفعت عالية خفاقة في سماء يوم 22 مايو 1990م.. تتعاظم أفراح شعبنا عاماً بعد عام بما تحقق ويتحقق للوطن من إنجازات عظيمة في شتى المجالات بفضل تضحيات أولئك الأبطال الذين اختاروا طريق الفداء والتضحية للخلاص من الحكم الإمامي الكهنوتي والاستعمار البريطاني، أولئك الأبطال الذين «صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». لقد مثلت ثورة ال26 من سبتمبر عام 1962م الخلفية الأساسية لثورة ال14 من اكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان الشماء عام 1963م معلنة الكفاح المسلح خياراً أكيداً لإجبار المستعمر البريطاني على الرحيل من الجزء الجنوبي من وطننا الحبيب.. ولذلك تكالبت عليها قوى التخلف والكهنوت في الشمال والاستعمار والسلاطين في الجنوب لاسقاطها ولكن التحام كل أبناء الشعب اليمني في خنادق الدفاع عنها أسقط مؤامراتهم ورهانهم، حيث استمرت معارك الدفاع ملتهبة في كل جبهات القتال مع القوى الظلامية حتى تحقق النصر بعد ملحمة السبعين يوماً التي كانت المعركة الفاصلة بين قوى الحرية والتقدم وقوى التخلف والظلام.. وتفجرت ثورة 14 أكتوبر بقيادة الشهيد البطل/راجح بن غالب لبوزة ورفاقه العائدين من جبهات القتال في المحابشة لتقطع الطريق على تآمر الاستعمار والسلاطين ضد ثورة ال26 من سبتمبر وتشكل جسراً لها لتحقيق الهدف الأول من أهدافها الستة السامية الذي نص على التحرر من الاستبداد الإمامي والاستعمار الأجنبي. فاستمر الكفاح المسلح يتواصل بوتيرة عالية وزاد الالتفاف الجماهيري حول الثورة وارتفعت حدة المقاومة ضد الوجود الاستعماري وركائزه من السلاطين وامتد لهيب الثورة من جبال ردفان الشماء بمحافظة لحج ليشمل كل المناطق التي سقطت بيد الثوار وصولاً الى مدينة عدن القاعدة الحصينة للاستعمار، وهو الأمر الذي دفع بسلطة الاحتلال الى إعلان الاستعداد للتفاوض مع الجبهة القومية بهدف الاستقلال والرحيل عن عدن وكل شبر من الجزء الجنوبي من الوطن، فكان يوم ال30 من نوفمبر 1967م هو يوم الاستقلال الوطني الناجز.. يوم غروب شمس الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس من عدن بعد احتلال دام «139» عاماً. لقد انتصرت إرادة شعبنا اليمني يوم 26 سبتمبر 1962م في القضاء على أعتى حكم إمامي كهنوتي متخلف ، وفي ال30 من نوفمبر 1967م انتصرت إرادة شعبنا في التحرر من احتلال الامبراطورية البريطانية العظمى التي كانت لا تغرب عنها الشمس.. فكان يوم ال30 من نوفمبر 1967م هو البداية لغروب شمسها من أرجاء المعمورة..