الإرهاب يطال السفارة الأمريكية في أثينا بالصواريخ ، فيما بغداد لاتتوقف عن إصدار بياناتها في الإعلان عن عشرات القتلى يومياً على أيدي عناصر ارهابية ، وبيروت مازالت تبحث عن قتلة الحريري ، والمحكمة العليا بصنعاء تستعد لمحاكمة خلية ارهابية ضبطتها في وقت سابق ، بينما السعودية تشن حملات «ناجحة» على معاقل الإرهابيين والسيد «بوش» يحذر في خطابه دول الجوار العراقي من أنها لن تكون بمأمن من الإرهاب إن هُزمت امريكا في العراق ، في نفس الوقت الذي صارت احداث الحادي عشر من سبتمبر تقويماً لتاريخ البشرية.. وهناك دوماً شماعة «التطرف الإسلامي» التي تعلق عليها جرائم الإرهاب ! كان الاعتقاد قبل بضعة اعوام أن «رعب» الحرب على الإرهاب والويلات التي جرتها على المسلمين خاصة وبقية الأمم بحدود دنيا ستكفل للشعوب بعض السلام من خلال ردود الفعل المفترضة أن تتبلور لدى الجماعات الإسلامية المتطرفة..الكل يعطيك أسباباً ، ويسبقك إلى الفتوى الدينية التي تمنحه حق القتل ، أو التخريب ، أو التكفير ، ويجادل بعناد بليد للغاية.. ومع هذا كله فإن الحكومات لم تقتنع بعد أن الإرهاب هو المحصلة الأخيرة للتعبئة الفكرية الطويلة ، وعمليات غسل الأدمغة التي تجرى لهم منذ نعومة اظفارهم ، حتى تصبح تلك الأفكار هي عقيدتهم الوحيدة وكل ماسواها بلا قيمة وأن قوة الردع الأمني «العنف» لايمكن أن تذيب الأفكار بقدر ما تزيدها رسوخاً !. إن الغريب في الأمر كله منذ بداية الحملة الدولية ضد الإرهاب هو أن أجهزة الحكومات تصرفت مع الظاهرة الإرهابية كمن يقتل الصراصير الداخلة إلى بيته ، كلما ظفر بإحداها دونما أن يكلف نفسه عناء اغلاق الثقوب التي تأتيه منها ! وهو الأمر الذي جعل الرؤوس التي لطالما كانت تقود عمليات التعبئة وغسل الادمغة من خلال المنابر الثقافية والإعلامية ، والمراكز الدينية لتجني من ورائها الثروات الطائلة ، تقودها اليوم تحت مظلة الديمقراطية ، مقنعة بالحزبية ، أو تحت عناوين منظمات المجتمع المدني ، لتمارس حرفتها بكل حرية ، وتواجه أي جهاز حكومي يحاول ردعها ، أو التحقق من طبيعة اعمالها ببيانات الاستنكار ، وادعاءات انتهاك حقوق الإنسان ، أو مصادرة الحريات وغير ذلك ، وكلها ثقة أن المجتمع الدولي بمنظماته المدنية وأجهزته الرسمية سيكون في صفها ، وسيضغط لاجبار السلطات على التراجع والتزام الصمت ازاء مايحدث «خلف الكواليس». لقد تحولت الكثير من المنظمات الدولية ومن غير أن تدري إلى أكبر حراس وحماة القيادات المسؤولة عن التعبئة الفكرية المتطرفة ، من خلال الحصانة التي توفرها لها في مواجهة اجهزة الحكومات ، لذلك ظلت يرقات التطرف تنساب إلى شتى بقاع العالم بحرية ، لتتحين البلوغ ، لممارسة أدوارها الإرهابية .. فيما حملت بعض الصحف تراخيص «حرية الصحافة» لتسن اقلامها بتكريس الفتن والنزعات المختلفة ، ولن يجرؤ أحد على ايقاف نزف سمومها فالعالم كله مع «حريات التعبير» حتى لو تعرضت للتكفير من خلالها !! لعل ما يؤكد ذلك هو أن حوالي 95% ممن ألقي القبض عليهم العام الماضي بتهمة التورط بأعمال ارهابية في العديد من الدول الاخرى كانوا من الشباب الذين إما لم يصلوا سن البلوغ ، أو ممن بلغوه منذ فترة وجيزة.. وهو مايعني أنهم مواليد عصر الانفتاح والتحولات الديمقراطية في المنطقة.. وعصر الفضائيات التي يصعب على الشباب مقاومة اغراءاتها أو التأثر بثقافاتها المختلفة ، ولن يبلغوا الحلم إلا وقد أتت الحملة الدولية لمكافحة الارهاب على كل مراكز ومدارس الفكر المتطرف واغلقت ابوابها ، وقطعت موارده.. إذن لماذا لا نسأل انفسنا.. كيف استحوذت الافكار المتطرفة على عقول هؤلاء الشباب المولودين في عصر الانفتاح والتحولات الديمقراطية ؟! ومن يعبئ عقولهم بتلك الأفكار والمجتمعات تشهد انفتاحاً ؟! وأين يتم كل ذلك !؟ وهل عندما تحضر مفاهيم الديمقراطية تغيب مركزية الدولة...!؟ أليس هذا يعني أن المنغلقين ذوي العقول الفاسدة مازالوا موجودين ، ويتمتعون بنفوذ وامكانات تعينهم على مواصلة تفريخ المتطرفين ! ثم مادامت أجهزة الحكومات عاجزة عن تحديد هويتهم ألا يعني هذا أنهم يعملون تحت مظلات مؤسسات الانفتاح والديمقراطية التي تعد الأبعد عن الشبهات؟!. لاشك أن العديد من المنظمات الحقوقية المدنية في المجتمع الدولي ، والناشطة في اصدار البيانات ، وتأليب الرأي العام على حكومات الدول النامية باتت اليوم هي الراعي الحقيقي للحريات التي تعمل بها التنظيمات الإرهابية المندسة في أوساط المجتمع المدني للفوز بالحصانة الديمقراطية الدولية ، والتمويل الدولي أيضاً. لذلك نقول : ليس من بلد بمنأى عن تهديد الإرهاب ، ودمار الإرهاب ، وكابوس المتطرفين ما لم تخفف تلك المنظمات الدولية من الزخم المعنوي الذي تؤازر به كل من هب ودب ، وتقوي شوكته القاتلة.. لأن الإرهاب سيطالها ويضربها في عقر ديارها ولن يكون أمامها غير أن تبكي فكذلك فعل البيت الأبيض يوم الحادي عشر من سبتمبر !!. الإرهاب يحمل رخصة ديمقراطية ! - نزار العبادي الإرهاب يطال السفارة الأمريكية في أثينا بالصواريخ ، فيما بغداد لاتتوقف عن إصدار بياناتها في الإعلان عن عشرات القتلى يومياً على أيدي عناصر ارهابية ، وبيروت مازالت تبحث عن قتلة الحريري ، والمحكمة العليا بصنعاء تستعد لمحاكمة خلية ارهابية ضبطتها في وقت سابق ، بينما السعودية تشن حملات «ناجحة» على معاقل الإرهابيين والسيد «بوش» يحذر في خطابه دول الجوار العراقي من أنها لن تكون بمأمن من الإرهاب إن هُزمت امريكا في العراق ، في نفس الوقت الذي صارت احداث الحادي عشر من سبتمبر تقويماً لتاريخ البشرية.. وهناك دوماً شماعة «التطرف الإسلامي» التي تعلق عليها جرائم الإرهاب ! كان الاعتقاد قبل بضعة اعوام أن «رعب» الحرب على الإرهاب والويلات التي جرتها على المسلمين خاصة وبقية الأمم بحدود دنيا ستكفل للشعوب بعض السلام من خلال ردود الفعل المفترضة أن تتبلور لدى الجماعات الإسلامية المتطرفة..الكل يعطيك أسباباً ، ويسبقك إلى الفتوى الدينية التي تمنحه حق القتل ، أو التخريب ، أو التكفير ، ويجادل بعناد بليد للغاية.. ومع هذا كله فإن الحكومات لم تقتنع بعد أن الإرهاب هو المحصلة الأخيرة للتعبئة الفكرية الطويلة ، وعمليات غسل الأدمغة التي تجرى لهم منذ نعومة اظفارهم ، حتى تصبح تلك الأفكار هي عقيدتهم الوحيدة وكل ماسواها بلا قيمة وأن قوة الردع الأمني «العنف» لايمكن أن تذيب الأفكار بقدر ما تزيدها رسوخاً !. إن الغريب في الأمر كله منذ بداية الحملة الدولية ضد الإرهاب هو أن أجهزة الحكومات تصرفت مع الظاهرة الإرهابية كمن يقتل الصراصير الداخلة إلى بيته ، كلما ظفر بإحداها دونما أن يكلف نفسه عناء اغلاق الثقوب التي تأتيه منها ! وهو الأمر الذي جعل الرؤوس التي لطالما كانت تقود عمليات التعبئة وغسل الادمغة من خلال المنابر الثقافية والإعلامية ، والمراكز الدينية لتجني من ورائها الثروات الطائلة ، تقودها اليوم تحت مظلة الديمقراطية ، مقنعة بالحزبية ، أو تحت عناوين منظمات المجتمع المدني ، لتمارس حرفتها بكل حرية ، وتواجه أي جهاز حكومي يحاول ردعها ، أو التحقق من طبيعة اعمالها ببيانات الاستنكار ، وادعاءات انتهاك حقوق الإنسان ، أو مصادرة الحريات وغير ذلك ، وكلها ثقة أن المجتمع الدولي بمنظماته المدنية وأجهزته الرسمية سيكون في صفها ، وسيضغط لاجبار السلطات على التراجع والتزام الصمت ازاء مايحدث «خلف الكواليس». لقد تحولت الكثير من المنظمات الدولية ومن غير أن تدري إلى أكبر حراس وحماة القيادات المسؤولة عن التعبئة الفكرية المتطرفة ، من خلال الحصانة التي توفرها لها في مواجهة اجهزة الحكومات ، لذلك ظلت يرقات التطرف تنساب إلى شتى بقاع العالم بحرية ، لتتحين البلوغ ، لممارسة أدوارها الإرهابية .. فيما حملت بعض الصحف تراخيص «حرية الصحافة» لتسن اقلامها بتكريس الفتن والنزعات المختلفة ، ولن يجرؤ أحد على ايقاف نزف سمومها فالعالم كله مع «حريات التعبير» حتى لو تعرضت للتكفير من خلالها !! لعل ما يؤكد ذلك هو أن حوالي 95% ممن ألقي القبض عليهم العام الماضي بتهمة التورط بأعمال ارهابية في العديد من الدول الاخرى كانوا من الشباب الذين إما لم يصلوا سن البلوغ ، أو ممن بلغوه منذ فترة وجيزة.. وهو مايعني أنهم مواليد عصر الانفتاح والتحولات الديمقراطية في المنطقة.. وعصر الفضائيات التي يصعب على الشباب مقاومة اغراءاتها أو التأثر بثقافاتها المختلفة ، ولن يبلغوا الحلم إلا وقد أتت الحملة الدولية لمكافحة الارهاب على كل مراكز ومدارس الفكر المتطرف واغلقت ابوابها ، وقطعت موارده.. إذن لماذا لا نسأل انفسنا.. كيف استحوذت الافكار المتطرفة على عقول هؤلاء الشباب المولودين في عصر الانفتاح والتحولات الديمقراطية ؟! ومن يعبئ عقولهم بتلك الأفكار والمجتمعات تشهد انفتاحاً ؟! وأين يتم كل ذلك !؟ وهل عندما تحضر مفاهيم الديمقراطية تغيب مركزية الدولة...!؟ أليس هذا يعني أن المنغلقين ذوي العقول الفاسدة مازالوا موجودين ، ويتمتعون بنفوذ وامكانات تعينهم على مواصلة تفريخ المتطرفين ! ثم مادامت أجهزة الحكومات عاجزة عن تحديد هويتهم ألا يعني هذا أنهم يعملون تحت مظلات مؤسسات الانفتاح والديمقراطية التي تعد الأبعد عن الشبهات؟!. لاشك أن العديد من المنظمات الحقوقية المدنية في المجتمع الدولي ، والناشطة في اصدار البيانات ، وتأليب الرأي العام على حكومات الدول النامية باتت اليوم هي الراعي الحقيقي للحريات التي تعمل بها التنظيمات الإرهابية المندسة في أوساط المجتمع المدني للفوز بالحصانة الديمقراطية الدولية ، والتمويل الدولي أيضاً. لذلك نقول : ليس من بلد بمنأى عن تهديد الإرهاب ، ودمار الإرهاب ، وكابوس المتطرفين ما لم تخفف تلك المنظمات الدولية من الزخم المعنوي الذي تؤازر به كل من هب ودب ، وتقوي شوكته القاتلة.. لأن الإرهاب سيطالها ويضربها في عقر ديارها ولن يكون أمامها غير أن تبكي فكذلك فعل البيت الأبيض يوم الحادي عشر من سبتمبر !!.