مبروك للشعب اليمني جائزة اتحاد الكتّاب الأفروآسيوي، لأعظم شعب للعام 2006م.. والجائزة تعتبر تكريماً عظيماً؛ لأنها من قادة الفكر والثقافة والسياسة في أكبر قارتين في العالم «كتّاب آسيا وأفريقيا».. قد تستغربون من هذه المقدمة للموضوع، مع أنها حقيقة وواقع، حيث شاهدنا وسمعنا في أخبار التاسعة للفضائية اليمنية الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح يتسلّم جائزة تقدير أعظم رئيس في العالم للعام 2006م.. وذلك تقديراً وتثميناً لمواقفه وسياساته الوطنية "تنمية وديمقراطية ووحدة وحقوق إنسان، ومواقفه القومية والإنسانية". فهو الرجل القومي الذي ناضل سياسياً لإعادة الوحدة اليمنية، ليس من وجهة قطرية، وليس كغاية نهائية، ولكنه وضع الوحدة اليمنية، وإعادة تحقيقها من أبعاد قومية.. أي أنه كعربي يحلم بالوجود العربي الواحد القوي الناهض.. وكقائد وطني وجد أن النضال من أجل المشروع العربي الوحدوي النهضوي يبدأ من الوطن اليمني، وكان يرى أنه من غير المعقول ومن غير المنطقي أن يسعى إلى بحث المشروع الوحدوي العربي مع أقطار عربية شقيقة في الوقت الذي يعيش فيه اليمن شطرين منفصلين، ووجد أن المصداقية والإيمان الحقيقي بوحدة الوطن العربي وجوداً وأمناً ونهضة تبدأ بالمصداقية والإيمان بوحدة الوطن اليمني كخطوة على طريق الوحدة العربية الشاملة، ترجمة لهدف الثورة اليمنية الخامس، الذي يقول: «إعادة تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة». لقد عاش «الصالح» مع الثورة جندياً يدافع عن حياضها، ويؤمن بأهدافها حتى تحققت.. وظل ذلك الجندي الوطني القومي الإنسان في صفوف الثورة حتى جاءت الظروف التي رأى فيها الشعب في «الصالح» القائد المخلص والباني والثائر ليختاره رئيساً لليمن، فأسس للدولة اليمنية الحديثة الديمقراطية، ليواصل جهاده ونضاله في بناء الدولة إدارة واقتصاداً وديمقراطية، ويواصل الحوار والتفاوض الوحدوي حتى تحققت الوحدة اليمنية في مايو 1990م.. وأُعلنت معها العلانية الحزبية والتعددية، وجرت انتخابات نيابية 93 ، 97 ، 2003م، كما جرت أول انتخابات رئاسية شعبية في عام 1999م، وتلتها الانتخابات للسلطات المحلية، ثم الانتخابات المحلية والرئاسية في 2006م.. كل هذه التحولات الديمقراطية جرت جنباً إلى جنب مع التحولات التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية. ومنذ اختُير رئيساً لليمن وهو لم ينشغل بالوطن عن الهموم القومية تضامناً وتحريراً ووحدة ونهضة.. وهي مواقف قومية صلبة خالية من أية مزايدة.. وانتهج دولياً سياسة إنسانية داعياً ومناضلاً في كل المحافل الدولية من أجل الأرض والسلام الدوليين، وتصحيح مسار العلاقات الدولية، وكذا مناصرته لحقوق الإنسان والشعوب وحقها في النضال من أجل الحرية والسيادة وحق تقرير المصير.. و...إلخ. لهذا استحق التقدير من اتحاد الكتّاب الأفروآسيوي كأعظم رئيس للعام 2006م.. وحين قلت إن هذا التقدير هو تقدير للشعب اليمني فأنا صادق؛ لأن الشعب هو الذي اختاره، وأعاد انتخابه، ولهذا فالشعب اليمني عظيم لأنه اختار عظيماً، ويستحق الجائزة والتقدير.