الإهداء: إلى عدن التي عشقتها 1 الكاتب جمر من الكلمات؛ كلما اشتعلت في جسده أعواد الثقاب تحول إلى حصى تتلوى من مرارة الألم وهروب الكلمات، لكنه يعود إلى حيث الحروف والسورة الأولى .. ويستذكر مفردات الصحاب وانتحار عباراتهم على مقصلة من الدم وأعواد الثقاب!. 2 أنت تنتحب في لحظة التفكير بأنهم ينهشون لحوم أصدقائهم في وليمة من جلجلة الضحك المسموم، وصكوك لدفن الأصدقاء بإحكام شديد!. وأنت أيضاً تنتحب مرة أخرى وجلال الكلم يسقط في قعر عميق من خربشات النميمة وأصوات النحيب الطويل!!. 3 وحده لا يتغير.. تسرّك رؤيته وهو يخربش رموش عينيك برذاذه المتناثر، ثم يعود مرة أخرى ويداعب وجهك ويضحك.. وعلى ثغره ابتسامة تعود ثم تختفي.. لكنها لا تندثر إلى حيث اللامنتهى. ***** وحده لا يتغير.. تأتيه ولا يصدك كالأصدقاء.. يمد إليك ذراعيه ويقبّل وجنتيك ويلهو معك ولا يتعب من المجيء كلما أقبلت عليه. 4 إليكم حديث الذي جاء إليه خلسة من الضفة الأخرى واتكأ على رمله ونظم قصيدته واسترسل في الحلم .. يتذكر اسمه اليمني على شاطئ «الريفييرا» ويرسم وشم الحبيبين على شاطئ يمتد إلى ضفة أولى وثالثة. ولا ينسى أن يذيل على رمل تلك البلاد الغريبة اسمه قائلاً: أنا رامبو. 5 أصعب القصائد تلك التي تكتبها للحبيب.. فكيف إذا كان الذي تعشقه «عدن» فيها يغسل الصخر أدرانه بالمياه، وتنمو الزهور تعانق إشراقاتها الرائعة، وتغفو على أصوات طيورها الآتية أغاني الصباح الجميل، وتمشي الصبايا وقد انتصبت على الصدر كشاكيل أيامها القادمة.