أصبح الكثيرون في الولاياتالمتحدة «ساسة ومفكرين وصحافيين وكتاباً وأساتذة جامعات، ومؤلفين ومواطنين ورجال دين» ومن مختلف الفئات والشرائح، يدركون أن الإدارة الأمريكية بقيادة «بوش» الابن هي من أسوأ الإدارات على الإطلاق.. لأنها حوّلت الدولة الأمريكية إلى دولة حرب، والإدارة إلى إدارة حرب.. حرب لا علاقة لها بأمن وسلامة المواطن الأمريكي، الذي تختلق الإدارة الأمريكية الذرائع والحجج الكاذبة والباطلة والزائفة لتبرير حروبها الخارجية بدعوى حماية أمن أمريكا القومي، بينما هذه الحروب لا تزيد عن نزعة شخصية للإدارة الأمريكية، خاصة «بوش» الابن الذي يعد أول رئيس يصل الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض ليضع الولاياتالمتحدة في بداية الطريق نحو التدهور والانهيار والنهاية.. وهي نهاية شاملة للقيم والمثل والمبادئ الأمريكية ونهاية الدولة أيضاً. إن إدارة «بوش» الابن أول إدارة تنتهك النظام الديمقراطي، وتنتهك حقوق الإنسان الأمريكي بشكل علني وصارخ، وتنتهك الحريات في أمريكا ضد شعبها.. فقد وضعت الشعب الأمريكي بكامله دون استثناء تحت رحمة الاستخبارات.. الشعي الأمريكي مراقب في مكالماته ومراسلاته، بل توضع أجهزة التنصت في بيته، ويعتقل لمجرد الاشتباه. ومن العجب العجاب أن الجمهوريين أثناء أغلبيتهم في «الكنجرس» شرّعوا هذه الصلاحيات لإدارة «بوش» وشرّعوا له أيضاً صلاحية اتخاذ قرارات الحرب، الأمر الذي كلّف الشعب الأمريكي الكثير في حاضره ومستقبله. إدارة «بوش» الابن في حروبها حول العالم تكلف الشعب الأمريكي نحو «400» مليار دولار.. وهي نفقات يتحملها الشعب على شكل ضرائب يدفعها يومياً وفي كل شيء.. ليس هذا وحسب، لكن صار الشعب الأمريكي مديوناً بنحو «7» ترليونات دولار، وهي أكثر من مديونية شعوب العالم.. وتعتبر هذه المديونية عبئاً على الشعب سوف يدفعها من مستقبله، ومستقبل أبنائه، وكلها على حساب الاقتصاد الأمريكي، وعلى حساب تفاقم المشكلات الداخلية الاجتماعية والخدمية وما شابهها مما أثبتته العاصفتان «كاترينا ، كارولينا» اللتان ما زال المواطن الأمريكي يعاني من آثارهما التدميرية والحياتية والمعيشية والصحية حتى اليوم. اقتصاديون أمريكيون يشيرون إلى أن النفقات العسكرية الأمريكية تفوق النفقات العسكرية ل«روسيا، والصين، ودول أخرى».. وهي نفقات لا لزوم لها ولا ضرورة، كون الولاياتالمتحدة تملك أعظم قوة عالمية تكفي لحماية أمريكا من أي عدوان. كما يشيرون إلى أن المديونية الأمريكية ال«7 تريليونات دولار» أيضاً تهدد الولاياتالمتحدة بالانهيار في أي لحظة إذا قامت مجموعة من الدول بتحويل احتياطياتها من الدولار إلى عملة أخرى، والبدء بالتعامل مع اليورو في معاملاتها الاقتصادية والتجارية والاحتياطية. ومما يشكل خطراً كبيراً أيضاً على استمرارية الدولة الأمريكية كدولة عظمى، سياساتها الخاطئة والعدائية ضد الآخرين، وهو ما يؤثر على مكانتها الدولية اقتصادياً وتجارياً بشكل سلبي.. خاصة أمام تنامي اقتصاديات الصين داخلياً وعالمياً، وعودة روسيا لإيجاد مواضع لأقدامها الاقتصادية والتجارية في العالم القديم. كل هذه العوامل ستؤدي إلى خسارة أمريكا للعظمة ومكانة الدولة الأولى في العالم.