اليوم.. الفوضى الخلاقة «المدمرة» هي سياسة البيت الأبيض الخارجية، التي يتعامل بها مع البلاد العربية والإسلامية، ومع شعوب العالم الثالث «عالم الجنوب».. الساسة في البيت الأبيض في واشنطن يطلقون عليها «الفوضى الخلاقة» وهي في الحقيقة «الفوضى المدمرة» كما هو الحال في العراق وفي أفغانستان وفي الصومال وفي دارفور السودان.. هذه البلدان التي تعاني اليوم من الفوضى المذهبية والطائفية، والفوضى المسلحة، وتعاني الآن منها السلطة الفلسطينية فيما يحدث بين حماس وفتح من مصادمات ومواجهات مسلحة بين الحين والآخر وبشكل علاني.. إنها الفوضى المدمرة التي أصبحت الإدارة الأمريكية تسعى إلى إيقافها بعد إشعالها والتحكم فيها بعد أن فلت الزمام من يدها.. حتى إنها اليوم «أي الإدارة الأمريكية» تتعرض لنقد عالمي شديد.. بل إن نقد البيت الأبيض صار ديدن الشارع الأمريكي العام ومجالسه التشريعية بما فيهم الجمهوريين.. أي الحزب الحاكم في البيت الأبيض. السياسة الأمريكية الخارجية ل«فريق البيت الأبيض» لا تمت بصلة لأمن ومصالح الشعب الأمريكي مع الخارج.. ودعوى حربهم ضد الإرهاب في العالم هي دعوى كاذبة وزائفة.. وكل السياسة الخارجية ل«بوش» وفريقه تتنافى وتناقض وضد وخروج على القوانين والمواثيق والإعلانات الأممية، وانتهاك لحقوق الشعوب والإنسان والمرأة والطفل حتى الدستور والقانون الأمريكي وأخلاقيات الأمريكان ترفض هذه السياسة بعد أن كانت تؤيدها تحت طائل التضليل الذي مارسته عليهم إدارة بوش، حتى تكشفت لهم الصورة القبيحة والبشعة التي رسمها «بوش وطاقمه» لأمريكا عند شعوب العالم. إن «الإدارة الأمريكية» لا تفهم أبجديات السياسة، ولا «الدبلماسية» وكل ما تفهمه لا يزيد عن سياسة الفوضى والقتل والنهب والتخريب والتدمير والاعتداء والابتزاز والاحتلال وإثارة الفتن.. وحين يسألون عن أعمالهم هذه ونتائجها الفوضوية.. يردون بكل صفاقة ، ودون خجل.. إنها «الحرية والديمقراطية» !! أو إنها «الفوضى الخلاقة». فريق «بوش» في البيت الأبيض تأخذه العزة بالإثم، ويتصرف بفردية دون أي اعتبار أو إلقاء بال للانتقادات والنصائح التي توجه إليه من رؤساء سابقين مثل «كارتر.. وكلينتون» ووزراء خارجية سابقين كانوا شركاء لهم مثل «باول ، والبرايت»، وأعضاء في مجلس النواب «ديمقراطيين وجمهوريين»، ولا يبالون بنقد ونصائح مفكرين وخبراء وساسة أمريكيين مثل «بيكر ، وهاملتون»، ولا يلتفتون حتى لما يطرح لهم من قبل معاهد ومنظمات الدراسات الاستراتيجية «الديمقراطية، وكذا العسكرية والسياسية» ولا يعطون لشعبهم أذناً صاغية، ويتجاهلون كل الانتقادات والنصائح العالمية.. ويصرون على سياستهم الفوضوية العسكرية الاستعمارية مع العالم دون تفريق أو تمييز.. وكلما سمعوا نقداً ونصائح من الداخل أو الخارج زادوا عتواً ونفوراً وإيغالاً في سياستهم الفوضوية.. مثل الاستراتيجية الجديدة ل«بوش» في العراق، ومثل التدخل السافر في جنوبالصومال عسكرياً، والتدخل في شئون الشعوب الداخلية في آسيا وافريقيا وفي أمريكا اللاتينية، واستغلالهم للهىئة الدولية استغلالاً عنصرياً.. حيث أرادت الولاياتالمتحدة أن تمرر قراراً في مجلس الأمن لنقل الفوضى الخلاقة إلى جنوب شرق آسيا «تايلند» خاص بالإصلاحات السياسية.. إلا أن «روسيا والصين» تنبهتا لذلك فواجهتا القرار باستخدام «حق النقض» وأُبطل القرار. وبعد وصول الديمقراطيين كأغلبية في «الكنجرس» وخوفاً من «بوش» أن يوقفوا تمويل الفوضى الخلاقة لجأ إلى إخافتنا من إيران ومشروعها النووي.. سعياً للابتزاز وتمويل النشاط الفوضوي للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم.. إن بوش يقود أمريكا إلى الانهيار.. وسيكون.