- زيد الغابري .. في اليوم العالمي لحقوق الإنسان المعذب والمعوق ، تحدث الكثيرون ومنهم أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان والرئيس الأمريكي بوش عن المناسبتين كل بحسب رؤيته إذا صح التعبير فذكرني هذا بقول الشاعر: إن ليلى لاتقر لمن تكلموا عنها بذلك وبالطبع فالطرفان أو الشخصان تخطيا أساسيات وحقائق مرعبة على أيدي الأمريكيين والإسرائىليين وأمثالهم من الأنظمة والعصابات الإرهابية الدكتاتورية.. فالتعذيب أصبح هواية وتسلية في العراق ، والقتل متعة لا تخلو من ضحك كالبكاء ، كالذي قاله الناطق الأمريكي عن مجزرة الاسحاقي العراقية حين قال بأن العشرات الذين قصفتهم الطائرات في تلك القرية إرهابيون ، وكذبهم السكان الناجون بتأكيد الأنباء من أنهم جميعاً مدنيون وليس لديهم أسلحة ، وأبيدت أسرتان بكل أفرادهما للمرة الثانية خلال أشهر ، في الوقت الذي دعت فيه عدة منظمات لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة وخارجها إلى محاسبة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد على جرائم تعذيب السجناء والمعتقلين العراقيين في الفلوجة والجادرية والسجون التي تديرها مليشيات عراقية وبإشراف أمريكي كسائر بقية الأجهزة العراقية المدنية والعسكرية والأمنية ،وكان الرئيس الأمريكي الأسبق/ جيمي كارتر قد انتقد السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط قبل ظهور رامسفيلد في اليوم التالي ، وأشار كارتر ضمن الفضائع التي سببتها إدارة بوش ليس لأبناء المنطقة ، وإنما للأمريكيين أنفسهم.ونتيجة لذلك انخفضت شعبية بوش إلى أدنى مستوى لها ، ومازالت النسبة تنحدر ؛ لأنه بحسب رأي من استطلعتهم مراكز استبيان الرأي قد أوقع أمريكا في مستنقع غير محسوب ، ويبذل كل ما بوسعه للخروج من هناك بماء الوجه ، والذي يسميه نصراً محتوماً ، ومهما كان الثمن إلا أنه وتحت الضغط المتزايد سيما بعد أن أصبح الكونجرس ديمقراطياً بشيوخه ونوابه ،أي سيطرة الحزب الديمقراطي عليه بعد الانتخابات النصفية التي جرت قبل أشهر وأطاحت برأسين من رؤوس الإدارة الأمريكية هما رامسفيلد وجون بولتون المندوب الجمهوري في مجلس الأمن ، ذلك الشخص المشاكس العنيف الذي تعصب لإسرائيل والصهيونية أكثر من أي صهيوني متطرف سواء كان دينياًَ أم علمانياً ، فكلهم يجمعهم الإجرام وشهوة المذابح على مر التاريخ ، ويحاول الرئىس بوش مصالحة الديمقراطيين ، فيما تبقى من عمره الرئاسي كأمر واقع خاصة بعد أن أصدر جيمس بيكر وهاملتون تقريرهما الأخير الذي حمل الإدارة الأمريكية الحالية سبب الفشل وتشويه وإساءة صورة الولايات المتحدة لدى العرب والمسلمين والعالم ، وهو مايعني صرف الأنظار عن الحقوق المكفولة للإنسان سواء كان معتقلاً أم معاقاً ، ففي حالتي الحرب والفوضى يتعرض الأبرياء للمزيد من الاضطهاد والنسيان.