مسودة القمة جيدة، والقاسم المشترك بين كل بنودها هو الحلول السياسية للملفات العالقة، فلسطين، لبنان، السودان، العراق. ومهما تباينت الرؤى حول عدم وجود المكاشفة في معالجة القضايا، فإن الحصيلة مبشرة، والمطلوب هو مزيد من الجهد لتطبيق قرارات القمة السابقة والتي تصدر يومنا هذا الخميس. هناك استعداد دولي لتحريك قضية فلسطين من قبل أمريكا وأوروبا، والمطلوب هو تجنيد قوى القمة كاملة للتأكيد على الحقوق العربية، وأولها قضية فلسطين.. كان بودنا أن تكون هذه القمة لإصلاح ذات البين. لقد أكد الدكتور/القربي، وزير خارجية اليمن أن انعزال الأمة العربية عن قضاياها هو الذي أتاح للأجانب التدخل في شؤوننا، وأنه لابد من التضامن العربي من أجل الشعوب العربية.. ولا ندري متى ستنعقد قمة عربية تفرغلإصلاح ذات البين، ثم تعقد قمة أخرى للنظر في التنمية العربية. إن لدى الأمة العربية من الثروات الضخمة والإمكانات الهائلة ما يجعل هذه الأمة تعيش حياة كريمة وسعيدة. إن الملاحظ هو أن القمم العربية حتى الآن تبحث في موضوعات «طرفية» بمعنى أن هناك مشكلات فقط بين الأمة العربية كطرف وأجانب كطرف آخر، كالكيان الاسرائىلي، ولم تفرغ قمة واحدة لمناقشة مشكلة خطيرة هي مشكلة الشعوب العربية الفقيرة، والشعوب التي تعيش ترفاً حد التخمة. إن قمة واحدة لو خصصت للقضايا التنموية، ولا نقول توزيع ثروات الأمة بين شعوبها المختلفة؛ وإنما على الأقل قيام الدول الأكثر ثرءاً في استثمار بعض ملياراتها التي تفيض بها بنوك أمريكا وأوروبا في الوطن العربي الفقير؛ يمكن لهذه القمة أن تحقق منطقية وجود هويتنا العربية الواحدة، بل إنها سوف تعطي لزعماء العرب مشروعية التحدث بأسماء شعوبهم. إن من العار ألا تناقش القمم العربية حتى الآن مشكلة البطالة في كثير من الوطن العربي، ولا قضية الأمية، ولا أسباب الحركات الإرهابية التي تتخذ مسوحاً دينياً. ومع مباركتنا لنجاح القمة إن شاء الله نطلب قمة عربية تعالج مشكلات العرب لتتوجه كل القوى العربية الطموحة نحو بناء أمة جديرة بحياة كريمة.