القرارات التي خرجت بها القمة العربية طيبة، ويذهب المراقبون إلى أن هذه القمة سوف يكتب لها النجاح، نظراًً للمكانة الدينية والمالية التي تحظى بها المملكة السعودية والشارع العربي على أي حال يتمنى أن تنجح هذه القمة وأي قمة في أي بلد. ونجاح القمة في رأي الشعب العربي أن تصبح محل تنفيد وألا تكون مجرد بيان وحسب، فعديد من القمم لم يكتب لها النجاح لأنها لم تصبح واقعاًً في حياة العربي الذي أهلكه الفقر مع اتساع ثروات الوطن العربي، واستبد به كثير من الطغيان، مع وجود زعماء يتميزون بالحكمة والمروءة. لقد كانت كلمة اليمن في القمة كافية لتكون بياناً يستحق أن يعبّّر عن العرب، شعوباً وقبائل وزعماء، لأن هذا البيان انطلق من واقعية راعت الأحوال جميعها مع الاحتفاظ بالثقة في النفس والإيمان بحق أن تعيش شعوبنا بكرامة. ومواقف اليمن بقيادة فخامة الرئيس الذي يحرص أن يعبّر عن الشعوب أكثر مما يعبر عن العاجل الزائل ، يشهد لها الأصدق قبل الصديق، ويهابها الأشد عداوة قبل العدو. لقد حققت القمة في بيانها كثيراً من الأمنيات، ولكن هذا وحده لا يكفي، وأحسب أن مرحلة من متابعة قراراتها وتوصياتها تصبح ضرورة لاستكمال تحقيق الأمنيات واقعاً. وأحسب أن عمرو موسى يذهب هذا المذهب إن هذه القمة لو لم يكن لها من إنجاز إلا أنها عملت على ترميم الصدوع بين بعض الأشقاء، بعد أن حرصت بعض القوى كالعادة على أن تنظر في أي ثقب من الخلاف بين الأخوة لتوسعته لتصبح القطيعة ثم العداوة. كما أن بيان القمة نظر إلى المسألة اللبنانية بشيء من الحكمة، ونرجو أن تسعى هذه القمة عبر لجنة المتابعات لإنقاذ الشعب الفلسطيني من حبل الحصار ومشنقة الجوع. وأحسب أمريكا والكيان الاسرائيلي سوف لا يستطيعون مواصلة تجويع أهل فلسطين بعد القمة، وأنه من العار على القمة وزعماء العرب أن يطال الموت جوعاً شعبنا الصامد المناضل المجاهد الرافض للاستسلام. نحن متفائلون مرة أخرى بالقمة، ونرحب بالنتائج إذا تحقق منها ولو الشيء اليسير.