بدأت في مدينة شرم الشيخ المصرية اليوم الأربعاء أعمال الدورة الثانية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بمشاركة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وعدد كبير من القادة والزعماء والملوك والرؤساء العرب وعدد من رؤساء الحكومات ورؤساء الوفود. وبعبارة قصيرة القاها الرئيس المصري حسني مبارك، الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للقمة، رحب فيها بالزعماء العرب ورؤساء الحكومات والوفود المشاركين في القمة العربية الاقتصادية، افتتاح الرئيس المصري أعمال الدورة الثانية للقمة قبل ان يعطي الكلمة لأمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الدورة الأولى للقمة. وفي مستهل كلمته دان أمير دولة الكويت العملية الإجرامية التي قامت بها عناصر إرهابية بالاعتداء على إحدى الكنائس في مدينة الاسكندرية المصرية وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الأبرياء مستهدفة تماسك النسيج الاجتماعي للشعب المصري وبث روح الفرقة والشقاق بين أفراده وقال الصباح :"نجتمع اليوم بعد مرور عامين على انعقاد قمة الانطلاق الاقتصادي والتنموي والاجتماعي في دورتها الأولى والتي عقدت في بلدكم الثاني دولة الكويت ووضعت اللبنة الأولى لتعاون اقتصادي تنموي فعال بما صدر عنها من قرارات جادة لامست الواقع وعملت على تهيئة الظروف لمناخ اقتصادي تنموي اجتماعي أفضل". واضاف :"لقد تقدمنا بمبادرة خلال تلك القمة تعمل على توفير موارد مالية لتمويل ودعم مشاريع القطاع الخاص والأعمال الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي عبر الصندوق الذي أنشئ لهذا الغرض برأسمال قدره ملياري دولار". واعتبر الصباح انشاء الصندوق واعتماد لائحته التنفيذية دليلا على ارادة الدول العربية القوية في دعم العمل العربي المشترك، وتجسيدا لحرصها على تمكين القطاع الخاص والأعمال الصغيرة والمتوسطة من القيام بالدور المطلوب في منظومة العمل التنموي على مستوى العالم العربي والاسهام في خلق فرص عمل جديدة للشباب العربي القادم الى سوق العمل بما يحقق تطلعاتهم وآمالهم المشروعة في العيش الكريم. وتابع :"امامنا اليوم العديد من القرارات التي تم اتخاذها في قمتنا الأولى بدولة الكويت والتي نتج عنها العديد من المشروعات الاقتصادية ذات الأبعاد التنموية والاجتماعية الهادفة الى تعزيز التكامل الاقتصادي بين دولنا ونحن مطالبون بالتوقف في عملية مراجعة شاملة لما تم انجازه من هذه المشروعات". واردف الشيخ صباح :"لقد تابعت دولة الكويت باهتمام بالغ الأوضاع الاخيرة التي شهدتها الجمهورية التونسية الشقيقة متطلعة الى تكاتف جهود الأشقاء فيها لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعها والوصول الى توافق وطني يحفظ المصالح العليا لها". وقبل ان يعطى الرئيس المصري الذي يرأس الدورة الحالية الكلمات للوفود المشاركة في القمة، اكد فى كلمته أمام القمة، أن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات، مطالبا بضرورة زيادة العمل العربى المشترك لبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية. وقال الرئيس مبارك :"ان قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل ستظل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات، كما ستبقى جزءا لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمى على طريق النمو الاقتصادى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة،وهدفا رئيسيا لسعينا لتعزيز الاستثمارات فيما بيننا". ونوه الرئيس المصرى بأن الشباب العربى هم أغلى ما تمتلكه الدول العربية من ثروات وموارد لأنه بفكرهم وسواعدهم يصنع مستقبل الأمة، مبديا ثقته فيما يمتلكه أكثر من 300 مليون عربى من طاقات وإمكانات وموارد،وما يمتلكه الجميع سواء كان شعوبا أو قادة أو زعماء من الإرادة والعزم والتصميم. ووجه مبارك الدعوة الى القادة العرب لبلورة رؤية عربية مشتركة لسبل التعامل مع الازمات العالمية المماثلة وسبل التوقي نتها والتخفيف من تداعياتها . واقترح الرئيس المصري على القادة العرب تكليف الامانة العامة لجامعة الدول العربية باعداد حصر لكافة هذه الاطر والاتفاقيات وتقييم لمدى نجاحها مع طرح مقترحات تفعيلها . وأضاف مبارك أن قضية التشغيل واتاحه فرص العمل تعد واحده من تحديات القمة الاقتصادية التنموية والاجتماعية. وخلص الرئيس المصري الى التاكيد على ان التنمية العربية الشاملة آتيه لا محاله مهما كانت الصعاب والتحديات وان السلام آت لامحاله مهما كانت مرواغات الاحتلال . من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن انعقاد هذه الدورة الثانية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في شرم الشيخ المصرية يأتى ليؤكد المنحى الجديد للعمل العربى المشترك فى إطار الجامعة العربية والذى أصبح يعطى أولوية موازية لشئون التنمية بعد أن شغلت السياسة وحدها دون منافسة مقعد الأولوية فى العمل العربى المشترك لعقود طويلة . وقال موسى فى كلمته بالقمة إنه يتم ملاحظة أمرين أولهما أن مفهوم الأمن القومى قد تجاوز المفهوم التقليدى وتطور ليشمل الأمن الغذائى والأمن المائى والأمن البيئى بل وأمن الفرد من حيث حقه فى الحياة وحقه فى التنمية وحقه فى الحرية وفى العيش بكرامة وبلا خوف وفى بيئة سليمة ، وثانيهما أن العمل العربى المشترك قد تحرك بالفعل نحو ضمان تنفيذ المقررات التى تتخذ ومتباعتها خطوة بخطوة. وأضاف موسى لقد قررتم فى تونس عام 2004 أن تعطى الأولوية لبنود التنمية فى إطار تحديث وتطوير العمل العربى وقد كان وعقدت قمتان حتى الآن بمبادرة من الكويت ومصر والثالثة قادمة ونراجع الآن فى هذه الدورة مدى الإنجاز والتقدم فى التنفيذ الذى تم بشأن القرارات الصادرة بل أن القمة الثالثة التنموية تقرر مكانها وموعدها فى الرياض فى يناير 2013 حتى قبل أن تنعقد القمة الثانية. واعتبر عمرو موسى أن مبادرة اميردولة الكويت بشان انشاء صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة اتت لتعبر خير تعبير عن العمل العربي المشترك في افضل صوره حيث تاتي المبادرة لتطرح تكافلا وشراكة ومحاربة للفقر والباحثين عن عمل في آن واحد. واشار الى ان المبادرة اسهمت في ارتفاع نسبة تنفيذ مقررات القمم العربية اذ بلغت نسبة المساهمات والتعهدات الرسمية اكثر من 60 % من راس المال وشارك في سداده عشر دول عربية بنسب مختلفة وعليه دخل الصندوق حيز النفاذ وقام الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي باعتماد لائحته التنفيذية وفتح الحساب الخاص للصندوق . وحول ما يجري في تونس، قال امين عام جامعة الدولة العربية " ان ما يحدث في تونس ليس أمر بعيد عن موضوع القمة أي التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودرجة توازنها وتصاعدها وشموليتها وحسن توزيعها". واضاف موسى :"كما انه ليس بعيدا عما يدور في أذهان الجميع من ان النفس العربية منكسرة بالفقر والباحثين عن عمل والتراجع العام في المؤشرات الحقيقية للتنمية ". وتابع بقوله :"ان تحقيق نجاح حقيقي يلمسه المواطن العربي في مستوى معيشته وفي التعامل سوف يريح مجتمعاتنا ويرفع من شان مواطنينا خاصة اذا اقترن ذلك بعودة الروح من خلال عودة العرب الى لعب الدور القيادي في منطقتهم كما كانوا عبر التاريخ كله"، معتبرا ان كلمة "النهضة" هي عنوان مرحلة العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. من جهتها قالت مدير برنامج الاممالمتحدة الانمائي هلين كلارك في الكلمة التي القتها نيابة عن الامين العام للامم المتحدة بالقمة ان المشاكل المحلية والاقليمة لاتزال تتسبب في تفاقم التحديات الانمائية التي تواجهها المنطقة". واعربت كلارك عن قلقها ازاء المازق القائم بين الفلسطينين والاسرائيليين وانشطة الاستيطان والاحوال السائدة في غزة. وبشأن الازمة السياسية في لبنان شددت كلارك على ضرورة كفالة الحوار والهدوء. وفيما يتعلق بالسودان اكدت كلاك التزام الاممالمتحدة بدعم تنفيذ اتفاق السلام الشامل. وقالت مدير برنامج الاممالمتحدة الانمائي :"يظل الاستقرار في انحاء المنطقة يمثل أولوية هامة" ، معربة مجددا عن قلقها ازاء العنف في تونس، داعية في الوقت نفسه الى بذل كافة الجهود من اجل استعادة السلام والاستقرار واجراء مشاورات واسعة النطاق لتشكيل حكومة مؤقته تتسع للجميع وتؤدي الى اجراء انتخابات موثوق بها . كما اعربت المسؤولة الدولية عن تطلعها الى ان يستفيد قادة المنطقة الى اقصى حد من موارد المنطقة البشرية والمادية الغنية في توليد فرص العمل وتعزيز الاقتصادات وادارة الموارد الطبيعية .