من أول إنشاء القمم العربية والإسلامية لا يجد العربي أو المسلم أو العربي المسلم فائدة مباشرة من هذه القمة أو تلك، فقط يجد لفظين لغويين: إن القمة العربية تنعقد لمواجهة الظرف الصعب الذي تعيشه الأمة العربية؛ والماثل في: أ - الاعتداء السافر للكيان الصهيوني. ب - الاعتداء السافر على الكويت. أما القمة الإسلامية فتنعقد لبحث جدول الأعمال، باعتبار أن الأمة الاسلامية تعيش حالة تستدعي البحث. والنتيجة أنه لا القمة العربية ناقشت الاعتداء السافر للكيان الصهيوني ولا بحثت بشكل مستقل ومحايد اعتداء صدام حسين - وهو اعتداء خائب لا شك - على الكويت. وهكذا يكون الخاسر هو الشعب المسلم والشعب العربي المسلم؛ لأنه يدفع سنوياً عشرات الملايين من الدولارات مقابل دعم القمة العربية والقمة الإسلامية، إضافة إلى بدل أسفار الزعماء والوفود المرافقة لهم!!. وربما استغل الكيان الصهيوني هذه القمم ليظهر أمام العالم أن هؤلاء المجتمعين إنما يريدون إلقاء اسرائيل في البحر، فتسارع الدول الحليفة بالتأكيد بأن أمن اسرائيل هو أمن أمريكا وأوروبا، كما حرصت «انجيلا ميركل» مستشارة ألمانيا التي قامت بزيارة فلسطينالمحتلة لتعلن للعالم أن أي تهديد لإسرائيل هو تهديد لألمانيا. وكما قامت «فرنسا الحرة» بإنشاء المفاعل الذري في منطقة «ديمونة» في فلسطينالمحتلة لتغرق العرب في العدم إن هم فكّروا في الاعتداء على اسرائيل!!. أما القمم العربية بالذات فقد اتضح أنها تنكأ جراحات القبيلة، فلا يخرج الزعماء بقرارات موحدة أبداً؛ وإنما يخرجون مختلفين، فالزعيم الليبي يشتم العاهل السعودي، والسعودي يتهم الليبي بالعمالة. ومبارك يطلب من مؤتمر القمة المنعقد في القاهرة أثناء غزو الشيخ صدام إلى الزعماء أن يوقعوا وثيقة سبق إعدادها يتيح - دون نقاش - مهاجمة العراق. بيد أن الشيطان الأمريكي وحلفاءه، ليسأل أحد الرؤساء الحاضرين، إذا كانت القمة قد انعقدت «للتوقيع» وحسب!!. ولنا لقاء