تنعقد قمة الزعماء العرب في مدينة سرت الليبية , والجميع لا يتوقع من هذه القمة أي قرار مسؤول حتى وان اتخذ , فمصير أي قرار هو الأدراج المكتبية و لا يمكن تنفيذها هكذا تعودنا من قمم قادتانا ، . قبل انعقاد أي قمة عربية تعمل إسرائيل للزعماء العرب احراجات أمام شعوبهم ,تمثلت هذا العام في ضم آثار القدس الإسلامية إلى التراث اليهودي ! لتوضح للشعوب العربية أن الزعماء العرب لا حول لهم ولا قوة سواء لفلسطين أو غيرها , وكيف لهم أن يتخذوا قرار شجاع لفلسطين وخلافاتهم طاغية منذ اليوم الأول لإنشاء الجامعة العربية في أربعينيات القرن الماضي , وكلما انعقدت قمة يكون ابرز الملفات المطروحة أمامها هو المصالحة العربية !!! مع أن الحقيقة هي أن هذه المصالحة تتحول إلى مصالحة عربية إسرائيلية ؟!! فغياب ثمان دول عن حضور القمة يعد مؤشر واضح أن المصالحة العربية - العربية مجرد زوبعة إعلامية ، لأن الزعماء العرب ينظرون إلى أنفسهم بكبريا من زاوية استعلاء. الكبر يجعل الزعماء ينظرون إلى بعضهم البعض من منظور دوني وكل زعيم يحسب نفسه خلق في كوكب أخر دون الأرض والبقية هم أرضيون !!! ولذلك يستحقر بعض الزعماء الحضور للمشاركة في القمة ولهذا السبب لا ولم و لن يتحد العرب بزعمائهم , طالما و أفكارهم مبنية على الكبرياء والشموخ على بعضهم البعض , والتواضع والتقدير والاحترام أمام الآخرين. فقدنا الأمل في الزعماء العرب بسبب خلافاتهم الشخصية , التي لا يعلم أسبابها و أسرارها إلا الله والمقربين ولم نجد دولة عربية محايدة في توجهاتها السياسية مستقلة في قراراتها متعاونة مع كل الدول العربية, فقدنا الأمل من كل الدول لأنها تستهتر في قراراتها المهتمة بالتوحد العربي ، حتى لبنان التي ينظر إليها على أنها قاسم مشترك لكل العرب , ففوجئنا بعدم حضورها القمة لماذا ؟ هل لأجل أن القمة لن تخرج بأي قرار يستحق المشاركة فيها !؟طبعا لا! بل لأجل موسى الصدر؟! ما شاء الله والعذر , ما دخل حضور القمة بموسى الصدر وأيهم أجدر ملف موسى الصدر أم ملف القدس و فلسطين أو على قولة زعمائنا المصالحة العربية!! خاب أملنا من أي دولة يمكن أن تقودنا أو تعلمنا كيفية المعاملة ولو يتعلموا من تركيا فن العلاقات و السياسات الخارجية و الداخلية لكان خيرا لهم ولشعوبهم ولتاريخهم. قمة القدس والأقصى لا تستطيع الوقوف أمام جبروت إسرائيل أو الاعتراف بالقدس عاصمة للفلسطينيين , لكن أمامها خطوه بسيطة وفعالة ، هذه الخطوة تكمن في أطلاق الحرية للإعلام الرسمي العربي بكافة وسائلة لتوضح ما تعانيه القدسوفلسطينوالعراق بدون خطوط حمراء فالإعلام سيتكلم بالقدس عاصمة لفلسطين وليس القدس الشرقية, ويتول العراق المحتل وحكومة الاحتلال وليس الحكومة العراقية , وبهذه المفردات يمكن للقمة الخروج بأقل ما يلزم منها. سما-خاص