لعل من أهم ثمار الوحدة اليمنية المباركة أنها أطلقت لسان الإنسان اليمني من بعد سنوات طويلة من تكميم الأفواه، فكانت التعددية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر.. إن المرء كما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه «بأصغرية قلبه ولسانه» ثم لا يستقيم إيمان عبدٍ كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه». لكن أن يستغل البعض لسانهم في الإساءة إلى الوطن ولمنجزاته، وخدش تاريخه، والإساءة إلى بعضنا البعض؛ فتلك هي المصيبة. وذات يوم قال لقمان الحكيم لابنه: «يا بُني إنه من يرحم يُرحم، ومن يصمت يسلم، ومن يقل الخير يغنم، ومن يقل الباطل يأثم، ومن لا يملك لسانه يندم». نعم من لا يملك لسانه يندم.. ألم يقل المثل الشعبي اليمني: «لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك». إن لسانك هي ثعبان خطير وسام.. يقول الإمام الشافعي: احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنّك إنه ثعبان ذلك أن أشد السموم فتكاً هو سم اللسان، فكيف يطيب لهؤلاء أن يجعلوا من ألسنتهم رماحاً وسهاماً وفوهات بنادق موجهة إلى صدر الوطن؟! علماً بأنه ليس ثمة مكان أغلى من الوطن، قال الشاعر علي الجارم: عزيز على الأوطان أن شجاعة تمزقها الشحناء في غير طائل إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا، فكيف يحق أن نحاربها بألسنتنا؟!. إن للسيف حدّين، وللسان مئة حد.. إذن لماذا نقطع به أوصال الوطن؟!. إن للسان وظيفة أخرى جميلة ورائعة متى ما عرفنا كيف نستخدمها في إبراز كل ما هو طيب وخير. وقد حددت حكمة عربية قديمة مهمة اللسان في أربعة أشياء: 1 حق توضحه 2 وباطل تدحضه 3 ونعمة تشكرها 4 وحكمة تظهرها وعندما تحل بالوطن الخطوب والخطر فإن للسان هنا دورها الكبير، قال الاسكندر المقدوني: «اعطوني لسان خطيب واحد، وخذوا مني ألف مقاتل». إن عثرة اللسان تفرّق ولا تجمع: وكم عثرة لي باللسان عثرتها تفرّق من بعد اجتماع من الشمل ولسانك ترتد عليك: لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ فكلك عورات وللناس ألسن ثم عليك أن تتذكر دائماً: كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءّه الشجعان.