لقد مثلت الكلمة التوجيهية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الأول للحكومة الجديدة التي عقدت برئاسته الأسبوع الماضي ببرنامج عمل متكامل، إذا عملت الحكومة بما جاء فيها وطبقته بالحرف الواحد ، لما احتاجت إلى برامج تسير عليها ،حيث وضع فخامة الرئيس في كلمته النقاط على الحروف.. ومن أهم النقاط التي ركز عليها فخامة الرئيس في كلمته التوجيهية ودعا إلى الإسراع في تنفيذها لاعتبار ذلك أنه من الأولويات التي يجب أن تركز الحكومة عليها وهو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وتثبيت الأسعار وتحديد نافذة واحدة للاستثمار وإنهاء دور السماسرة الذين يتلاعبون في هذا الجانب ، وأعلن فخامته وبصوت عالٍ بشن حملة شعواء ضد الفساد والمفسدين وشدد أيضاً على أن يتم البدء بمحاسبة الذات أولاً وتطهيرها من الفساد لأنه ليس من المعقول أن نسمع أحداً يتحدث عن الفساد ومكافحته وهو غارق فيه من خلال تصرفاته الشخصية أو داخل مؤسسته ، ولايوجد من يدعي أنه نظيف لأن كل شيء قد أصبح مكشوفاً أمام الشعب ، كما وجه فخامته للحكومة الجديدة بأهمية مواصلة العمل في مجال التنمية وإعطاء الأولوية للمشاريع الاستراتيجية في البنى التحتية والخدمية والالتزام الصارم بالأنظمة والقوانين والعمل بروح الفريق الواحد والمسؤولية الجماعية وبدون تنفيذ ذلك لايمكن أن يحدث في البلاد قفزة تنموية كبرى سيما وأن كل أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ينتظرون الكثير من هذه الحكومة التي أكد رئيسها الدكتور علي محمد مجور وتعهد للشعب أمام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في أول كلمة يلقيها في أول اجتماع لحكومته بأنه سيعمل على تنفيذ كل ماورد في كلمة فخامة الرئيس وتوعد بردع كل من يمارس الفساد وتقديم الفاسدين والمفسدين إلى المحاسبة، والأيام القادمة هي التي ستثبت مدى المصداقية من خلال الفعل الجاد والمخلص وإن كانت الأمال كبيرة جداً لدى المواطنين فيما ستقوم به الحكومة في تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ولن يخذلها الشعب بالوقوف إلى جانبها إذا ماتمكنت من كسب ثقته عندما تقدم له البرهان والقدرة على تنفيذ كل الوعود. نعلم أن الحكومة الجديدة ستواجه تحديات وصعوبات جمة خاصة عندما تحاول القضاء على الفساد والمفسدين كاخطبوط يصعب تفكيكه ولكن مهامها ليست مستحيلة. فامام الإصرار والتحدي ووجود الإدارة السياسية القوية لايمكن أن يكون هناك مستحيل ومهما كانت الصعوبات والمعوقات لايمكن أبداً قهر الإرادة الوطنية وعزيمة الجميع من أعضاء الحكومة في تحقيق نقلة نوعية وتحول كبير في حياة كل أبناء الوطن. وأعتقد أن الحكومة لاينقصها وبخاصة في هذه الفترة بالذات كامل الصلاحيات والإمكانات المادية والمعنوية فقط يلزمها أن تتمتع بإرادة وطنية قوية تستمدها من توجيهات القيادة السياسية ومن ثقة الشعب والآن الكرة في مرمى الحكومة الجديدة وهي قادرة على صدها بالعزم والإرادة وتكون بذلك قد تغلبت على كل المشككين وخفافيش الظلام الذين يحاولون عرقلة عجلة التنمية من أجل خدمة مصالحهم الشخصية .. ولكن لا أعتقد بأن تلك الأعمال ستستمر بل أضحى كل فاسد يتوجس الخطر ويستشعر نهايته القريبة. فلتكن حرب شعواء على كل الفاسدين وقد بدأت مع إعلان فخامة الرئيس موجهاً الحكومة والأجهزة الرقابية باستئصال شأفة الداء من جذوره وليحق لنا اليوم التفاؤل المشروع.