في الثاني من ديسمبر من العام 2004م، وعلى مدار ثلاثة أيام منذ انعقد مؤتمر صنعاء الدولي تحت شعار «موائل وفرص الاستثمار في الجزر اليمنية والذي شهد حضوراً متميزاً بمشاركة «446» مشاركاً خرجوا باستنتاج مفاده أن اليمن تمتلك «183» جزيرة متنوعة اقتصادياً وبيئياً وسياحياً ذات موائل وفرص استثمارية طبيعية وجذابة. ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم الأحد، حيث يلتم شمل مؤتمر صنعاء لاستكشاف فرص الاستثمار بمشاركة 600 مشارك من مختلف أطياف الاستثمارات في هذه المعمورة، تكون اليمن قد هيأت جميع فضاءاتها الاستثمارية بما فيها الجزر اليمنية، حيث استفادت من مقررات وتوصيات مؤتمر صنعاء الدولي في ديسمبر 2004م لتطوير وتهيئة هذه الجزر للاستثمار بوصفها تمثل العمق الاستثماري لليمن. قال عنها الأستاذ/عبدالقادر عبدالرحمن باجمال، رئيس مجلس الوزراء السابق، الأمين العام للحزب الحاكم حالياً في جلسة افتتاح مؤتمرها ذاك: «إن هذه الجزر تمثل استراتيجية تنموية متعددة الأغراض اقتصادياً، وسياحياً وبيئياً». مضيفاً: «إن هذه الجزر تمثل جسوراً للتواصل والتوافق وتبادل المصالح وتحقيق المنافع المشتركة، وتشكل هذه الجزر مثالاً حياً على مقدرات وفرص اليمن الاستثمارية استناداً إلى ما رصده عنها مؤتمر صنعاء الدولي الخاص بها من معلومات موثقة، حيث ضمن وثائقه وبحسب ما أوردته مجلة «الاستثمار» في عددها «الخامس» لشهري نوفمبر ديسمبر 2004م: إن الجزر اليمنية من الناحية السياحية تمتاز بالمكنوزات السياحية للسفن الغارقة، وتمتاز بغاباتها المرجانية والآثار التاريخية وتنوعها البيئي الإحيائي، وكل هذا يجعل منها أجمل المناطق السياحية في العالم، إلى جانب اغتنائها بثروة سمكية وأحياء بحرية لا تقدّر بثمن، حيث يوجد بها ما يزيد عن «1200» نوع من الأسماك، وأكثر من «2400» نوع من الشعاب المرجانية و«500» نوع من الرخويات و«200» نوع من الثدييات البحرية والزواحف، وهذا مما يجعلها من أغنى مناطق الصيد في العالم وثروة تجارية هائلة. وفي مجال التنوع الإحيائي البيئي يصل عدد الطيور المستوطنة في الجزر والنادرة منها إلى أكثر من «363» نوعاً و«98» رتبة و«61» عائلة و«77» صنفاً. وتعتبر جزيرة «سقطرى» من أشهر وأكبر الجزر اليمنية اغتناءً بالثروات الاقتصادية والسياحية والتنوع البيئي والأحياء البحرية والبرية.. كما تعتبر من أقدم الجزر، حيث يقول عنها الدكتور «فولفغانغ فارتين» الأستاذ بجامعة «رسوتوك» الألمانية المتخصص في دراسة واستكشاف طبيعة وبيئة الجزيرة «سقطرى»: «إن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن عمرها 30 مليون سنة، ويضيف: «بينما تذهب بعض الدراسات إلى أن عمرها 7 ملايين سنة». هذا غيض من فيض عمّا تزخر به اليمن من فرص استثمارية كبيرة وجذابة، وان ما استعرضناه إنما هو أنموذج من بين عشرات النماذج الجاذبة للاستثمار والمؤمنة معظمها بالبنية التحتية الخدماتية الحديثة ومطمنات الأمن والاستقرار ومقومات التسهيلات الاستثمارية، حيث يعتبر قانون الاستثمار في اليمن من أكثر قوانين الاستثمار التي تقدم تسهيلات كبيرة للمستثمرين، وتتميز التشريعات القانونية الاستثمارية في اليمن بعدم التمييز بين المستثمرين سواء أكان محلياً أم عربياً أو أجنبياً، وحق المستثمر في شراء أو استئجار الأراضي للمشاريع وفتح المحلات التجارية.