مع غياب رقابة واضحة من قبل وزارة الصحة ومكاتبها أصبح بإمكان أي شخص ان يمتهن مهنة الصيدلة في ليلة وضحاها.. ليس مهماً ان يتحصل على شهادة جامعية .. المهم توفر رأس المال «وطز» بست سنوات دراسة. عشرات الصيدليات في كل حارة تدار بعقلية صاحب بقالة.. انهم دخلاء على المهنة والرزق على الله !! لدرجة ان البعض يقوم بتعليم اولاده مهنة الصيدلة لتتناقل من الآباء للأبناء كأنها ميراث.. مثلها مثل العطارة.. كثير من الناس الذين لديهم فائض من المال يفضلون هذه المهنة لانها تدر عليهم الربح السريع دون وجع دماغ. كنا نسمع عن خمسين متراً كمسافة بين صيدلية وأخرى كشرط أساسي للموافقة على منح ترخيص مزاولة المهنة إلا ان الزحف الجرار والتنافس المحموم على افتتاح محلات الصيدلة جعل ما نسمعه «هدرة فاضية» وكلاماً تذروه الرياح !! فالصيدليات تفتح بجوار بعضها البعض.. فنجدها متراصة متقاربة دونما ولايحزنون.. فكل من ليس له عمل يقوم باستئجار «حانوت» ورفع عليه لافتة «مخزن أدوية» يبتاع ويشتري بأرواح المواطنين. إن تجار التراخيص لايهمهم شيء سوى أن يصل إليهم الزبون وكلما كانت جيوبة دافئة فإن أموره «مقطوبة». المؤسف أن حملة الشهادات الصيدلنية أغلبهم مستفيدون من تلك العشوائية.. أول ما يتخرج الواحد منهم ويحصل على ترخيص، يتحول ذلك الترخيص إلى بقرة حلوب تدر عليه المال سواء بواسطته أم عن طريق تعليم بعض الجهلاء اصول «الشغلة».. وفتح صيدلية أو مخزن أدوية. ولو تقوم وزارة الصحة بمسح ميداني للعاملين في الصيدليات ومخازن الأدوية لخرجت بنتائج مفجعة .. لأن هناك أناساً «يا دوب يفك الواحد منهم الخط» يتسلم صيدلية يعرف روشتات علاجات.. ويتقمص دور الطبيب فيشخص المرض ويصرف الدواء. نتمنى إعادة النظر في مسألة الترخيص بفتح الصيدليات ووضع الضوابط اللازمة لمزاولة هذه المهنة.. فهي ترتبط بحياة الناس .. والفلسفة فيها قد تؤدي إلى القبر «ساني» .. وأنا إذ نحذر من مغبة التهاون في هذه الظاهرة.. نطرح قضية قيام بائع أدوية بصرف علاجات لمريض .. وهي تتناقض تركيباً وتأثيراً عما وصفه الطبيب وما سببت له من مضاعفات أمام الجهات المسؤولة.. البائع تمت احالته إلى النيابة من قبل قسم الشماسي بتعز.. نطالب بإيقاف سماسرة التراخيص وتنظيف الصيدليات من الجهلة على مهنة الصيدلة.. حتى لاتملأ النيابات والمحاكم بقضايا ناتجة عن اخطاء هؤلاء.. ألا تكفينا أخطاء الأطباء التي تسببت في مآس حدثت ومازالت تحدث بشكل يومي فتزيد الطين بلة ونتبع المأساة بكارثة أبطالها هؤلاء الدخلاء؟!