التوجيهات الصادقة والحكيمة من رئيس الجمهورية «حفظه الله» بضرورة توفير وجعل الصحة في متناول الجميع رجالاً ونساء وأطفالاً مع حلول عام 2007م وعام 2008م قد شجع المنظمات العالمية على دعم ومساندة اليمن لتحقيق هذا الهدف النبيل والإنساني وفي كل أنحاء الجمهورية اليمنية فقدمت تلك المنظمات الدعم المالي والفني والتقني لإنجاح التوجهات الرئاسية والحكومية وتوفير الصحة للجميع وبدون استثناء تقديراً منها واستشعاراً لأهمية دعم اليمن في تجاوز الكثير من الأخطار والأمراض التي كادت تفتك بالأطفال وجيل المستقبل. طبعاً جميعنا يعرف أن المنظمات العالمية المهتمة بالصحة وعلى وجه الخصوص صحة الطفل تركز في المقام الأول على مصداقية الحكومات التي تتعامل معها..وحرص تلك الحكومات على تنفيذ الاستراتيجية الصحية الشفافة والسليمة والتعامل الصادق مع ممثلي تلك المنظمات بالإضافة إلى الشفافية والوضوح في آليات العمل المنفذة لاستغلال الدعم سواء كان مادياً أم فنياً أم تقنياً لأن ذلك يكسب تلك الحكومات مزيداً من الاهتمام والرعاية والدعم، ومن هذا المنطلق فقد اكتسبت بلادنا احترام تلك المنظمات بفضل التوجهات الصادقة وحرص القيادة السياسية على كسب احترام مبادئ تلك المنظمات بما يحقق الأهداف الإنسانية لمئات الالاف من الأطفال في بلادنا ويساعد في القضاءعلى الأمراض الخطيرة والتي لازالت تفتك بالكثير من أطفال العالم ومنها أمراض «شلل الأطفال الحصبة الجدري الكزاز حمى الضنك الإسهال داء الكلب..الخ من الأمراض الفتاكة. وماشدني بقوة إلى كتابة مثل هذا الموضوع وفي هذا الوقت بالذات مالمسته ميدانياً من تحول بعض مدراء المستشفيات الحكومية وعلى وجه الخصوص المستشفيات المهتمة بصحة الأم والأطفال والتي منها مستشفى السويدي بمحافظة تعز. والذي يتحول من وقت لآخر إلى مستشفى يتبع سياسة الربح والخسارة لامستشفى يحرص بكل أمانة على أداء واجباته الوطنية في توفير الرعاية الصحية والطبية لجميع الأطفال دون فرق أو تمييز بين طفل غنى وأخر فقير فالأول توفر له الرعاية «مجانا» لأنه ابن فلان أو علان والأخر تنتزع منه المغذيات ويحرم العلاج كون والده فقيراً وغير قادر على تحمل تكاليف العلاج والرقود والفحوصات فواقع الحال الذي لمسته أنا بأم عيني صباح يوم الاثنين 4/6/2007م داخل المستشفى السويدي «الخاص» بمحافظة تعز عندما تعرض ولدي حديث الولادة لحالة حمى مفاجئة دفعتني إلى زيارة المستشفى لعلاجه، وعند وصولي إلى المستشفى رأيت الكثير من المعاناة «أحياناً» قد لاتكون إنسانية بسبب مايرددون تعصب الإدارة أو الإجراءات العقابية حال قام أحد الأطباء أو الممرضات بتوفير الرعاية «مجانا» لبعض معسوري الحال والفقراء والمحتاجين فقد تحول هذا المستشفى المعروف منذ زمن طويل بحرصه الكبير على توفير الرعاية لكل الأطفال «مجاناً» أو برسوم رمزية جداً خصوصاً وكلنا يعرف حجم المساعدات والدعم المقدم من منظمات الصحة العالمية «اليونسيف» الذي يذهب للمستشفى وحجم المساعدات العلاجية والأدوية والمعدات التي تقدم من أجل توسيع قاعدة «الصحة للجميع عام 2007» ولكن مايلمسه الزائر للمستشفى السويدي بتعز يكتشف غير ذلك ويكتشف الحقيقة المرة التي لم نكن نحب التطرق لها لولا قوة الصدمة التي تعرضت لها عندما سمعت شكوى أحد أولياء الأمور والذي ليس له مصدر رزق سوى عمله اليومي قدر الله عليه امتحانه بأحد أطفاله والذي لايتجاوز عمره الثمانية الأيام وتعرض لوعكة صحية خطيرة دفعته إلى إسعافه للعلاج في المستشفى السويدي والذي قرر لابنه المريض رقوداً في قسم حديثي الولادة المدعوم كلياً من منظمة اليونسيف وبرسوم يومية للرقود في القسم تصل يومياً إلى ألف ريال غير شامل الفحوصات والعلاج التي تصرف بمبالغ وهي مقدمة كهبات ومساعدات مجانية من كثير من الدول والمنظمات العالمية المهتمة بالشأن الصحي ولازالت صرخات والد الطفل تدوي في مسامعي وهو يقول: «لقد استدنت فوق طاقتي واستلفت حتى من الأخدام لمواجهة نفقات المستشفى والعلاج والآن هددوني بنزع المغذيات وطرد طفلي من المستشفى مالم أسدد رسوم الرقود والفحوصات وخروج ابني من المستشفى قد يفقده حياته..حينها أشرت عليه بالذهاب لمدير المستشفى وعرض حالته عله يدرك خطورة وضع ابنه وحالته المعيشية الغاية في الصعوبة والقسوة.. وغادرت حينها المستشفى ولم أعرف ماذا أصاب الطفل ووالده.. ولكنني أطرح مايجري في المستشفى السويدي «الخاص» على طاولة وزير الصحة ومحافظ محافظة تعز رئيس المجلس المحلي وأعضاء المجلس لتلافي الوضع بعد أن أصبح المواطن الغلبان والفقير يعاني من قسوة الظروف المعيشية والغلاء وقسوة القائمين على القطاع الصحي في المستشفيات الحكومية ومنها مستشفيات الأطفال فكل شيء داخل تلك المستشفيات برسوم «المعاينة برسوم الفحوصات برسوم الرقود برسوم الكشافة برسوم الأدوية التي تقدم للمستشفى مجاناً تباع بأسعار غير تنافسية الضحكة برسوم الخدمة برسوم..كل شيء برسوم والفقير والمحتاج ليس عليه سوى الصبر والسلوان لإنقاذ أي طفل من أطفاله المرضى»... مايجرى في المستشفى السويدي بحاجة إلى وقفة صادقة ومسؤولة فكثير من الأطفال لايلقون الرعاية والاهتمام المطلوبين..و الله على مانقول شهيد... حتى الملتقى.